مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بأحداث العنف في “الأردنية” / حاتم الشولي
منذ اللحظة الاولى لاندلاع احداث العنف داخل حرم الجامعة الاردنية في عمّان لم تتوقف البيانات التحريضية العريضة التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي من صفحات تحمل أسماء ذات بعد مناطقي ضيق تسببت في تأزيم الوضع وإثارة الفتنة وتأجيج الشارع الطلابي، بل وأبعد من ذلك؛ حيث وصلت لتأجيج العشائر الاردنية على بعضها البعض من وسطها إلى جنوبها.
في جولة سريعة على هذه الصفحات، تابعت عددا كبيرا من التعليقات على بعض المنشورات التي تحث جماعة معينة على “الانتقام” من الجماعة الأخرى. الصدمة كانت أن التعليقات أغلبها من الشارع الطلابي الذي نعتقد جميعاً أنه فئة متعلمة ومثقفة وتعي قضايا أمتها وأولويات مجتمعها، إلا أن تصرفات هؤلاء الطلاب وتعليقاتهم كانت أقل ما يوصف بأنها “همجية، رجعية ومتخلفة” لأن من يكتب على هذه الصفحات شخص مجهول ربما قادم من ثقافة معدومة والمصيبة الكبرى إذا كان قادماً من خلف أدراج الجامعات الأردنية.
مواقع التواصل الاجتماعي في بلدان العالم تستخدم لتعزيز ثقافة المجتع والارتقاء بفكره، تستخدم لتوضيح الصورة العامة للوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، تستخدم للتوعية حول قضية معينة وايصال صوت العامة الى العالم، ولا تستخدم لتأجيج الفكر المناطقي الضيق في الجامعات الأردنية، هذه الجامعات التي يدرس بها طلاب من شتى مناطق المملكة وخارجها، ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم.
لماذا هذا النزعات والنعرات المناطقي عند الطلاب؟ سؤال بسيط جداً خلفه إجابة كبيرة، الطالب الذي تعمل الجامعة على منعه من ممارسة اي عمل سياسي وتوقعه على اوراق تلزمه بعدم الانضمام الى اي حركات فكرية تكون العامل الاول في توسعة الفكر الرجعي الضيق، الطالب الذي لا يعي عن قضايا امته شيء، الطالب الذي يتم استبعاده عن دائرة صنع القرار لن يخرج منه فكرا الا الفكر المناطقي الضيق.
اليوم، الجامعات الاردنية تحصد ما زرعت طوال السنين الماضية، الجامعات التي أديرت بفكر أمني لا فكر مدني، الجامعات التي تمنع طلابها من ممارسة النشاطات الفكرية والسياسة والوطنية، وتبعدهم عن الانخراط في سلك الحياة اليومية للقرارات السياسة .. هذه نتائجها، الادارات التي تحيّد اللامنهجية وتكرس الفساد والبيروقراطية هذه نتائجها.
بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تشكل خطراً على فكر الطالب الاردني، وقبل ذلك من يكتب على هذه الصفحات. على مجلس التعليم العالي أن يراجع سياساته، ولكن علينا أيضاً ان ننتبه لخطورة هذه الصفحات التي تحاول تكريس الهويات الفرعية على حساب هويتنا الوطنية الجامعة.