مقالات

منجزات الحكومة وهزائمي / وليد حسني

لست معنيا بما قدمته الحكومة من منجزات في كشوفانها، فهذه المنجزات تمت على حسابي الشخصي كمواطن، وعلى حساب حريتي، وعلى حساب ما اتمتع به من رفاه لا يتجاوز الخبز والشاي وهما طعامي وطعام عائلتي في بضعة أيام من الشهر لصالح ترشيد الإستهلاك ، وترشيق الموازاة بين الكماليات والأساسيات.

ولست معنيا بما تقوله الحكومة عن نفسها في كشوفاتها التي جاءت في نحو ثمانين صفحة دبجتها بحرها الأسود، كما أن ملخصها التنفيذي لم يعد يعنيني في شيء، فهذه منجزات الحكومة سيئة السمعة والتي تجرأت على المواطن وعلى حياته بكامل تفاصيلها الدقيقة تحت شعار” الإعتماد على الذات”.

ماذا حققت الحكومة من منجزات في سنة 2017؟

الحكومة في كشف حسابها تقول الكثير، وللحقيقة فإن منجزاتها أكثر من تحيط به ذاكرتي ولكن يكفيني التأشير إلى ما أراه عدوانا علي كمواطن، وما تراه الحكومة نصرا لها على المواطن..

ــ أنجزت الحكومة سلسلة طويلة من الإنتصارات الرشيدة على المواطنين، فرفعت الخبز، والماء والكهرباء والمواصلات، والوقود، وهذه تمثل عصب الحياة للمواطن بسبب تأثيراتها على كل ما يتعلق بسبل العيش وها نحن نرى ونعيش حالة الأسعار الجنونية التي تضرب في أبسط تفاصيل أيامنا واحتياجاتنا البسيطة كمواطنين بدءا بالملح وانتهاءا بالخبز وما بينهما.

ــ ألغت الحكومة الإعفاءات الطبية، وتركت المواطنين يتدحرجون على أعتاب المسؤولين بحثا عن واسطة لتجديد إعفاءاتهم الطبية خاصة لأمراض السرطان والقلب والكلى، وهي أمراض تعرف الحكومة خطورتها وحاجتها للمتابعة ولن أزيد فلي تجربة شخصية لا تزال تربكني وتدميني هذا الأوان وأنا أبحث عن أية طريقة للحصول على اعفاء طبي لمعالجة ابني وقس على ذلك آلاف الأردنيين.

ــ اصدرت قرارا عن طريق وزير عدلها يمس مهنتي ووظيفتي وسأرى نفسي في ناهية شهر شباط الجاري بدون عمل، سأصبح عاطلا عن العمل بطريقة فجة بع أن قررت الإنحياز لصحف على حساب أخرى في قرار كان ولم يزل مخالفا للقانون وللدستور، ويكرس التدخل الحكومي في وسائل الإعلام ،وفي الوقت الذي تركت الحكومات فيه جريدة يومية تغرق وتتلاشى دون أن تقدم لها قشة للنجاة ها هي تذل الملايين من أموال المواطنين لإنقاذ جريدة على حساب صحف أخرى وبالنتيجة العودة لمسلسل إلاق الصحف وطرد الصحفيين إلى الشوارع تلوكهم البطالة ويقتلهم العجز..

ذات يوم وبعد أن أغلقت” العرب اليوم ” أبوابها وعجزت عن إيجاد أية وظيفة ذهبت الى أمانة عمان لعلي أحصل على وظيفة عامل وطن، لم أبحث عن واسطة ــ ربما أخطأت هنا تماما ــ وحين قابلني الموظف المسؤول سألته التكرم علي بنموذج طلب لوظيفة عامل وطن، لم ينظر إلي واكتفى بإشارة من يده اللطيفة قائلا لي” لا توجد طلبات.. نفقنا.. الله معك يا حج..”.

وعدت ادراجي لجنتي بيتي وعائلتي بخفي حنين، فقط كانت كلمات الموظف في أمانة عمان تلاحقني “نفقنا يا .. الله معك يا حج “..

اليوم والحكومة تتباهى بمنجزاتها أقول لها وبكامل هزائمي ولياقتي الوطنية والعقلية إن ما نتعرض له هو الظلم بعينه و “يا الله إني مظلوم فانتصر..”.

نقلا عن الأنباط

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى