معركة مرج دابق رقم ٢
امس شاهدت اردوغان يتحدث امام البرلمان التركي وقد امضى معظم وقت الخطاب متحدثا عن سوريا وكأن الرجل سلطانا عثمانيا وان سوريا ولاية في سلطنتة.
تذكرت معركة مرج دابق عام ١٦١٥ وكيف كانت نقطة تحول تاريخي واستراتيجي في العلاقات الاقليمية،
ادت الى هزيمة دولة المماليك والسيطرة على الشام ثم على مصر منهية بذلك، الخلافة الاسلامية الى السلطان سليم الاول كأول خلفاء المسلمين من ال عثمان،
في تلك المعركة حصلت خيانات مكنت العثمانيين من الانتصار، ومن يومها خضع العرب تحت الحكم العثماني اربعمائة سنة، عانينا ما عانينا من تلك السنين ولا زلنا نعاني من تلك الحقبة.
ونحن نتحدث عن تلك الفترة من سمع اردوغان وهو يتحدث سيكتشف سريعا طموحاتة ببعث عثمانية جديدة من خلال الهيمنة على الاقطار التي كانت تحت الحكم العثماني.
الحاضر هو ابن الماضي وما عاشتة سوريا من احداث في الايام الاخيرة غير معزولة عن الماضي، فالاصابع التركية مغروسة في الحدث وغائرة في الجسم السوري.
بل ان مجرى الاحداث تشي بان تبعية سورية لتركيا هو الاخطر الذي ينتظرها، حتى هذة اللحظة وانا اتابع تصريحات الجولاني لم اسمع ما يشير الى انتماء سوريا العربي، بل انه اكد ان سوريا سوف تستعيد دورها الاقليمي والدولي، هل هذا غريب؟
الم يتغير وجه العراق بعد ٣٠٠٣، وبعد دستور بريمر،
الم يأت هذا الحدث في سياق مخطط نتنياهو لشرق اوسط جديد الذي تتحدث عنه كل وسائل الاعلام العالمية الا العرب وكأن الامر لا يعنيهم.
الم تلاحظوا حجم السعار الاسرائيلي بعد سوريا في غزة والضفة الغربية، وكأننا امام مخاض جديد نترقب ولادتة بعد مجيء الرئيس المنتخب ترامب.
والحكام العرب فاغرين افواههم، اما غير مدركين ما ينتظرهم او انهم عاجزون حتى عن الصراخ كما يحدث لدى الانسان في الكوابيس وهو يرى الخطر لكنة في لحظة يفقد القدرة حتى عن الصراخ.