لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

معركة عرسال نقطة تحول استراتيجية

عبد الله الجمل

أطلق حزب الله معركة عرسال في 21 يوليو/تموز 2017 ودفع إليها حوالي ثلاثة آلاف مقاتل، منهم قوات نخبة وفق وسائل إعلام لبنانية، في مقابل المئات من مقاتلي جبهة النصرة، انتهت باتفاقية لتبادل القتلى والأسرى (7 رجال ونساء بينهم لبناني للنصرة و8 لحزب الله)  بين الطرفين وجلاء مقاتلي النصرة (120 مقاتلًا) ومن يريد من اللاجئين أن يخرج معهم من عرسال وجرودها إلى منطقة إدلب السورية برعاية من الأمن العام اللبناني، وهو ما تم.

وبهذا يخلو كامل القلمون الغربي من أية قوة مسلحة للمجاميع التكفيرية ، ما خلا تنظيم داعش ، والذي ينتشر بحوالي 700 مقاتل على مساحة، بحسب تقدير أمنيين لبنانيين، حوالي 200 كلم مربع، تمتد من جرود قارة السورية إلى جرود القاع برأس بعلبك اللبناني ..

وعن تداعيات معركة عرسال حتى على المستوى الشعبي المحلي اللبناني،  حازت المعركة على إجماع جمهور الثنائية الشيعية بتأييد رئيس مجلس النواب نبيه بري لها، وحازت تأييد التيار الوطني الحر الذي يتزعمه سياسيًّا رئيس الجمهورية ، ميشال عون، فضلًا عن بقية الحلفاء المسيحيين لحزب الله، بل وربما بعض من الأغلبية اللبنانية الصامتة.

وبالمقابل، لم يُظهر تيار المستقبل ولا القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وبقية حلفائهما اعتراضًا حقيقيًّا على خطوة حزب الله، وتمسكوا بموقف ورقي بتفضيلهم أن يقوم الجيش اللبناني بهذه العملية.

 أظهرت  المعركة تنسيقًا أكثر من أي وقت مضى، بين الجيش اللبناني وحزب الله، فقد كانت أشبه بتنسيق بين قيادة جيشين على أرض واحدة. وهذا الانسجام العسكري هو انعكاس للتغيرات الأخيرة الذي عرفتها الساحة السياسية اللبنانية .

حزب الله استطاع الانتصار ليس على الصعيد العسكري فقط، بل على صعد مختلفة في المعركة الأخيرة، أبرزها على الصعيد المعنوي والنفسي، حيث استطاع الحزب رفع معنويات مقاتليه ومناصيره ليس في لبنان وحده بل تعدى ذلك الحدود اللبنانية ليصل إلى سوريا والعراق ودول أخرى.

هذا عدا عن الحرب النفسية التي نجح الحزب باعتمادها ضد المسلحين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، من خلال رسائل مصورة وجهت فيها رسائل مباشرة إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية ومن بينها رسالة شخصية إلى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

وأخيرا استطاع الحزب، على المستوى الدولي، تحريك ملفه في العديد من الدول الغربية التي صنفت الحزب على أنه منظمة إرهابية، فبعد الجولة الإعلامية التي أقامها للصحفيين الأجانب بعد انتصاره في المعركة، أنجز حزب الله عملية إقناع للحكومات الغربية التي تنظر للحزب اليوم أنه ليس منظمة إرههبية بل منظمة تقاتل الإرهاب نفسه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى