معركة الكرامة تجدد نفسها
اعتاد الأردنيون فى كل عام إحياء أكثر من مناسبة فى شهر آذار بأشكال تعبيرية مختلفة ،بالندوات والمهرجانات والصور التعبيرية ذات الطابع الاجتماعي.
تشترك هذه المناسبات جميعها في صفة العطاء والتضحية،يوم المرأة وعيد الأم وذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض.
معركة الكرامة التي جسد فيها الجيش العربي الأردني أروع صور الشجاعة والبطولة مع المقاومة الفلسطينية ونجحا فى إلحاق هزيمة فى صفوف الجيش الإسرائيلي بجدارة ساطعة كسطوع شمس آذار.
لم تكن معركة الكرامة حدثا عاديا ومواجهة عادية بل كانت محطة هامة في الصراع العربي الصهيوني، وكان بالإمكان التعامل معها كمحطة استراتيجية عربية، لو تم البناء عليها وعلى معركة الاستنزاف التي كان يخوضها الجيش المصري الباسل.
إن قيمة تلك المعارك أنها جاءت بعد أشهر فقط من هزيمة الخامس من حزيران عام 1967،حيث نجح العرب فى لملمة جراحهم وتضميدها واستطاعوا فرض إرادة القتال والمواجهة فكان الانتصار.
فى هذا الشهر عيد الأم، عيد التضحية والتربية وبناء المجتمع، عيد المرأة التي تغمر المجتمع بحنانها.
هو عيد الأرض ويومها حيث تم الذود عنها بصدور الفتية الفلسطينيين فى مواجهة الرصاص والفاشية الصهيونية.
نصر على التمسك بإحياء هذه المناسبات لأننا بهذا السلوك نحمى قيم الإيثار والتضحية والبطولة، وهى خصال عرفت بها جماهير شعبنا.
واليوم تحل هذه الذكرى والأردن يواجه محنة كما كل دول العالم تواجه محنة الحفاظ على الذات، وحماية صحة أبنائه في مواجهة جائحة كورونا.
هذه المحنة عطلت إحياء تلك المناسبات، ولكننا نتمسك باستذكارها لأننا نواجه ذات العدو بصورة مختلفة، وكما نجح الجيش العربي فى معركة الكرامة سينجح في معركة التصدي لكورونا مع كل الطواقم المعنية من أطباء وصيادلة ،إن حالة التلاحم الوطني والوعي التام لمخاطر هذه اللحظة الحاسمة سيمكننا من مواجهة هذا الوباء.
فى هذه المناسبة نوجه التحية للسواعد التي صنعت الكرامة في يوم الكرامة لأمهاتنا، للأمهات الأسيرات في سجون الصهاينة النازيين الجدد والتحية للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الأرض.