لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
Uncategorized

مسؤولون أميركيون يشاركون مستوطنين اقتحام الأقصى

الاقتحام جاء بالتزامن مع الذكرى 50 لإحراق المسجد المبارك

في سابقة خطيرة تعدّ الأولى من نوعها، شارك مسؤولون أميركيون، أمس، عشرات المستوطنين المتطرفين في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، وهو الأمر الذي أدانته القيادة الفلسطينية التي طالبت بتحرك دولي عاجل لوقف انتهاكات الاحتلال المتواترة.

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، فراس الدبس، إن “عشرات المستوطنين، بينهم 50 طالباً يهودياً، اقتحموا المسجد الأقصى ضمن مجموعات متعددة، برفقة مسؤولين أميركيين من البيت الأبيض، في سابقة من نوعها”.

وأضاف أن المستوطنين المقتحمين للأقصى، من جهة “باب المغاربة”، وبحراسة مشددة من قوات الاحتلال “نظموا جولات استفزازيةً في باحات المسجد، وسط محاولات لأداء طقوس تلمودية في باحاته”، وذلك في الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى.

من جانبها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية “دخول عدد من كبار موظفي البيت الأبيض باحات المسجد الأقصى في القدس برفقة جماعات يهودية وبحماية الشرطة “الإسرائيلية.”

وقالت في بيان إن دخول موظفي البيت الأبيض للمسجد الأقصى “تم بطريقة اقتحامية وبمشاركة المستوطنين ودون تنسيق مع الجهة الرسمية المسؤولة عن المسجد الأقصى”، في إشارة إلى دائرة الأوقاف الإسلامية.

كما أدانت الوزارة “دعوات المنظمات اليمينية لتنظيم اقتحامات حاشدة للمسجد الأقصى لتغيير الوضع التاريخي القائم فيه وانتزاع صلاحيات الأوقاف الإسلامية”.

وأشارت إلى أن ذلك يحدث “في وقت تتواصل فيه إجراءات وتدابير الاحتلال الجائرة لمنع أي نشاط ليس فقط سياسي إنما ثقافي، اجتماعي، رياضي أو فني ينظمه المقدسيون، مما يعني حرمان الفلسطينيين من أي نشاط جماعي في مدينتهم”.

واعتبرت الخارجية أن “حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الوطني الإنساني للفلسطينيين في القدس لا تقتصر فقط على حملات التضييق والتنكيل والتهجير القسري لهم إلى خارج المدينة، إنما تتواصل من خلال هدم المنازل وطرد مقومات هذا الوجود”.

بدوره؛ قال قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، إنه “بعد نصف قرن من جريمة حريق المسجد الأقصى، فما يزال الخطر يحيط به ويهدد بنيانه وساحاته”.

ونوه الهباش، في تصريح له، إلى “والأنفاق التي تقوم بها سلطات الاحتلال، أسفل المسجد وبمحيطه، واستمرار الاقتحامات اليومية، عدا تدنيسه من قبل المتطرفين المستوطنين؛ تمهيداً لفرض عملية التقسيم الزماني والمكاني، كخطوة أخيرة على طريق عملية التهويد والتهجير بحق المدينة المقدسة وأهلها”.

وتستمر معاناة الشعب الفلسطيني مع “الحصار الذي يفرضه الاحتلال على المسجد الأقصى، ومنع حرية العبادة للمسلمين، وعرقلة الوصول إليه لأداء عباداتهم والرباط في مسجدهم بكل حرية، كحق كفلته كافة المواثيق والقوانين الدولية.”

وأضاف إن “المسجد الأقصى المبارك، هو قبلة المسلمين الأولى وجزء من عقيدة الإسلام، وليس للفلسطينيين وحدهم، وإنما هو في قلب وعقيدة كل مسلم وواجب على كل المسلمين القيام بواجبهم تجاه هذه البقعة المقدسة وحمايتها”.

وأشار إلى أن “القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، دعت مراراً أبناء الأمتين العربية والإسلامية لزيارة مدينة القدس، والوقوف إلى جانب أهلها، ومشاركتهم معركة الدفاع عن القدس والحرم القدسي الشريف”.

وكان الحريق الذي اندلع على يدّ اليهودي المتطرف دينيس مايكل روهان، في 21 ىب (أغسطس) عام 1969، في المسجد الأقصى المبارك، قد تسبب في تدمير معالم دينية وأثرية وحضارية نادرة، متجذرة تاريخياً، وتؤكد على إسلامية المكان وعروبته من فسيفساء وزخارف خشبية، شملت العصور الإسلامية المتعاقبة، وعلى رأسها منبر الناصر صلاح الدين الأيوبي، محرر المدينة من الاحتلال.

بدوره؛ قال وزير شؤون القدس المحتلة، فادي الهدمي، “إننا الآن في مواجهة أمام محاولة حكومة الاحتلال إسقاط المسجد الأقصى المبارك”. وأضاف إن “القدس تستنزف، وأن الوضع فيها زاد على حد الاحتمال، نتيجة انتهاج حكومة الاحتلال سياسة التهجير منذ العام 1967 لصالح الاستيطان المخالف للقوانين والأعراف الدولية”.

وحذر من “استمرار ارتكاب سلطات الاحتلال لمجازر جماعية، طالت بيوت المقدسيين، عدا استهداف مناحي الحياة الثقافية والاقتصادية والدينية؛ لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية في القدس المحتلة”.

وبالمثل؛ قال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات، إن “حكومة الاحتلال، تسير وفق خطة مُمنهجة لإبقاء المسجد الأقصى المبارك محاصراً ومخنوقاً، تمهيداً لتقسيمه زمانياً ومكانياً”.

ونوه إلى أن “الشعب الفلسطيني يواجه التحديات الفادحة، التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب، ويجب محاكمة الاحتلال عليها”.

وشدّد على “وجوب إعادة النظر في عدة قضايا، لاسيما منع اقتحامات المستوطنين للأقصى، وإعادة النظر في طريقة التعامل مع سلطات الاحتلال”.

وحذر بكيرات من “المحاولات “الإسرائيلية” الرامية لانتزاع الوصاية الهاشمية عن المسجد الأقصى المبارك”، داعياً إلى “التصدي لهذه المحاولات، وإحباط أي مخطط، يهدف إلى إقامة هيكلهم المزعوم.”

وأكد أن “كل ما تقوم به سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، وباحات المسجد الأقصى وعزله عن محيطه هو باطل، مما يستوجب التصدي للمشاريع التهويديه من خلال وقفة عربية إسلامية جادة”.

المصدر
الغد
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى