أخبار محلية

مجمع الكرك الجديد: أربعة ملايين دينار في مهب الفساد الإداري والبيروقراطية

رغم مضي أكثر من عامين على إنشائه، إلا أن مجمع الكرك الجديد، لا يزال بانتظار الحافلات التي “خرجت ولم تعد”. المجمع بلغت كلفته 4 ملايين دينار بمساحة 34 دونم ويعد أكبر مجمع في الأردن وفق تصريحات سابقة لهيئة تنظيم قطاع النقل، وقد تم إغلاقه بعد شهر واحد من افتتاحه رسمياً لرفض أصحاب وسائقي الحافلات العمومية العمل فيه. 

مجمع الكرك الجديد الذي كان من المفترض أن ينهي الوضع الصعب للمجمع القديم، أغلق نتيجة رفض أصحاب الحافلات العمومية العمل به، الذين لم يلتزموا بالقرارات الرسمية لهيئة تنظيم قطاع النقل العام بنقل الحافلات العاملة على الخطوط الخارجية بالكرك إلى المجمع ووقف العمل بالمجمع القديم. حيث تكبد جميع أصحاب الحافلات العمومية العاملة على خط عمان الكرك خسائر مالية كبيرة بسبب التجاوزات وعدم إلزام كافة الخطوط وخصوصاً جامعة مؤتة والمزار الجنوبي والقصر والثنية بالوقوف بالمجمع الجديد أسوة بالحافلات الأخرى.

الرفيق عمار هلسا عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية ومسؤول منظمة الكرك الحزبية أكد في حوار أجرته نداء الوطن أن المشروع يشكل خطوة نوعية على تطوير وتنظيم النقل العام وتخليصه من السلبيات الحالية، ولكن هذا المشروع كي يفعّل ويشغّل المجتمع الجديد فإنه بحاجة إلى قرارات جادة وحاسمة من قبل الجهات المعنية أن تراعي مطالب المستثمرين أصحاب الحافلات ولا تغفل مصالح المواطنين آخذة بعين الاعتبار أن مستخدمي وسائط النقل العام هم من الطلبة والعمال ومحدودي الدخل.

وأشار الرفيق هلسا إلى أن تفعيل خطوط السرفيس الداخلي من وإلى المجمع وتقديم حوافز لأصحاب الحافلات وتشتغيل مرافق المجمع الجديد (مرافق صحية، طعام وشراب، نظافة عامة، مكتب لهيئة النقل البري، رقابة أمنية… إلخ) ستوفر البيئة المناسبة لتشغيل المجمع.

مسؤول سابق في هيئة تنظيم قطاع النقل أكد في حديث لـ نداء الوطن أن المسؤولية تقع على هيئة تنظيم قطاع النقل التي لم تقم بإعادة رسم خارطة خطوط النقل الداخلية والخارجية في المحافظة بما يضمن جعل المجمع الجديد مركزاً موحداً لكافة الخطوط، بل إن الهيئة استمرت في مشروعها دون الوقوف أمام خارطة خطوط النقل.

فيما ذكر مسؤول حالي أن مقترحات تجري دراستها حالياً لإعادة تفعيل المجمع من ضمنها نقل خطوط الحافلات من وإلى المحافظة (عمان، الزرقاء، اربد، الطفيلة، العقبة) والخطوط من قرى شمال الكرك (قرى الحمايدة، القصر، الربة، حمود، السماكية، شيحان، الموجب، قرى العمرو.. الخ) إضافة إلى الاستغناء عن الحافلات الكبيرة. إلا أن هذا المسؤول رفض تحديد مواعيد محددة للبدء بأية خطوات عملية لتطبيق هذه المقترحات!!

رئيس بلدية الكرك محمد المعايطة، أكد أن البلدية طالبت تشغيل المجمع حتى يتم استلامه، لأنه عادة يتم الاتفاق على تشغيله ثم الاستلام، والمجمع اشتغل فقط لمدة 3 أسابيع فقط وبعدها توقف العمل فيه، فإذا تم أخذ قرار بتشغيله من الجهات المعنية (هيئة تنظيم النقل ووزارة الداخلية) نحن على أتم الاستعداد، ولكن لا يوجد قرار بتشغيله

مجمع الكرك الجديد وبعد عامين على افتتاحه –أو بشكل أدق عدم افتتاحه-، لم يتم اتخاذ أية خطوات حقيقية للعمل على إعادة افتتاحه. فهل ستذهب الأربعة ملايين دينار كلفة هذا المجمع في الهواء نتيجة فساد إداري وبيروقراطية حكومية؟!

ملاحظة: حاولت نداء الوطن الاتصال بالسيد مروان الحمود رئيس هيئة تنظيم قطاع النقل، إلا أنه لم يقم بالرد على هاتفه الخلوي رغم تكرار الاتصال لعدة أيام.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى