أخبار محلية

مجلة أميركية: حكومة الرزاز على خطى الملقي

انتقد الصحافي آرون ميغيد في مجلة “فورين بوليسي” مجلة أمريكية ما وصفه بازدواجية تصريحات المسؤولين الأردنيين التي تدعو للاعتماد على الذات، فيما تواصل طلب المعونات الاقتصادية من الغرب، معتبرا ان الحكومة الحالية التي يقودها عمر الرزاز لم تختلف عن التي سبقتها وقادها هاني الملقي في هذا الشأن.

وقال ميغيد في مقال له أن المسؤولين الأردنيين يقولون ان على الأردن الاعتماد على الذات، لكنهم يلعبون لعبة مزدوجة وصارت معروفة وهي القول بضرورة الاعتماد على الذات في حديثهم مع الأردنيين، ولعب دور الضحية على المستوى الدولي.

وأضاف الكاتب : في الوقت الذي زادت فيه الحكومة من دعواتها للاعتماد على الذات في الداخل، صعدت من اعتمادها على الدعم الخارجي، حيث بحثت عن دعم من الرياض وواشنطن.

واعتبر الكاتب ان كلام المسؤولين في الحكومة الحالية التي يرأسها عمر الرزاز لا يختلف عما قاله رئيس الوزراء المستقيل هاني الملقي عندما كان البلد يتجه نحو أزمة مالية، وقال انه يجب علينا الاعتماد على أنفسنا، كانت الدول المانحة واضحة في كلامها، وهي أنها لن تساعدنا طالما أننا لم نتخذ الإجراءات لمساعدة أنفسنا.

وأشار الى أن إصلاحات الملقي كانت تتضمن قانون ضريبة جديدة أغضب الأردنيين، واندلعت التظاهرات ضد هذا القانون، وانتهت باستقالته.

وتطرق ميغيد إلى حديث وزير الخارجية أيمن الصفدي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أن الأردن ليس ملاماً على المشاكل التي يواجهها، وألقى باللائمة على النزاعات في فلسطين والعراق، وتدفق اللاجئين السوريين، وقال إن “الأردن يمر بمرحلة اقتصادية صعبة جداً جداً.”

وقال الكاتب ان “المشكلة في الخطاب المزدوج من الاعتماد على الذات من جهة، وطلب الدعم الخارجي من جهة، هو أن الدعم الخارجي يأتي بثمن داخلي، ففي حزيران هاجم المتظاهرون رئيس الوزراء المستقيل، لقبوله الدعم من صندوق النقد الدولي.

وأكد الكاتب، إن “الأردنيين ليسوا مخطئين بأن الدعم الأجنبي يأتي بضغوط، فحزمة الدعم الخليجي جاءت بمطالب ضمنية، فبعد أيام من توقيع الصفقة أعلن الأردن في 15 أيار أنه لن يعين سفيراً في طهران، مشيراً إلى طلب السعودية من الأردن دعمه في الخلاف مع كندا التي انتقدت معاملة المملكة لناشطي حقوق الإنسان، ورغم عدم وجود علاقات للأردن بالنزاع، إلا أنه وقف الى جانب السعودية في بيان صدر في 7 آب.

وأفاد ميغيد أن “علاقة الأردن بالولايات المتحدة (أكبر مانح له) معقدة أيضاً، فرغم معارضة الأردن مثل بقية الدول العربية، قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إلا أنه اتخذ موقفاً ليناً من خطة السلام التي يعدها فريق ترامب، ودعا البقية لمنح الأميركيين فرصة، كما قال مسؤول أردني بارز في حديث خاص، (هناك 1.6 مليارات دولار، وهي كافية لأن تكون صديقاً للولايات).”

وخلص الكاتب للقول ان الحكومة الأردنية “فشلت في الالتزام بمبدأ الاعتماد على النفس، وزادت من جهودها للحصول على الدعم الخارجي، في وقت يشعر فيه الأردنيون بعدم الراحة؛ لأن المساعدات تأتي بشروط”.

وأضاف إن “الأردن يواصل في الوقت الحالي تخبطه، فبعد قرار الولايات المتحدة نقل السفارة إلى القدس هدد بقطع الدعم عن الدول التي صوتت لصالح قرار الأمم المتحدة ضد الخطوة الأميركية، وحتى الآن فتهديداته مجرد كلام، ولو لم يكن ذلك فإن الأردن في مشكلة، وفي ضوء الطبيعة الغامضة لترامب فإن من الأفضل أن يغير الأردن طرقه الآن قبل فوات الأوان”.

نقلا عن خبرني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى