بيانات وتصريحات عامة

“مجابهة التطبيع”: أعضاء مجلسي النواب والأعيان يتنكرون لمبادئ الثورة العربية الكبرى

في الوقت الذي يستذكر الأردنيون انطلاقة الثورة العربية الكبرى التي أطلق رصاصتها الأولى من مكة الشريف حسين, ومعه نخبة من أحرار العرب لإعلان الثورة على حكم الاستبداد التركي والسعي لإقامة دولة العرب الحرة الموحدة في بلاد العرب في القارة الآسيوية، فإن آمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم لا تزال ترنو إلى تحقيق تلك الأهداف السامية التي تعيد للعرب أمجادهم وتدفع عنهم كيد وتآمر الأعداء.

أصدرت اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع تصريحاً، تالياً نصه:

في الوقت الذي يستذكر الأردنيون انطلاقة الثورة العربية الكبرى التي أطلق رصاصتها الأولى من مكة الشريف حسين, ومعه نخبة من أحرار العرب لإعلان الثورة على حكم الاستبداد التركي والسعي لإقامة دولة العرب الحرة الموحدة في بلاد العرب في القارة الآسيوية، فإن آمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم لا تزال ترنو إلى تحقيق تلك الأهداف السامية التي تعيد للعرب أمجادهم وتدفع عنهم كيد وتآمر الأعداء.

ولا ينسى أبناء شعبنا كيف وقفت قوى الاستعمار الغربي وعلى رأسها الاستعمار البريطاني في تلك الفترة, ضد كل مسعى جاد لبناء الدولة العربية الحرة الموحدة, وتآمرت على شعوب أمتنا وخانت تعهداتها للشريف حسين وقسمت العالم العربي إلى دول ومناطق نفوذ بينها وبين دولة الاستعمار الفرنسي آنذاك, وتآمرت مع الحركة الصهيونية لإقامة دولة العدوان والاغتصاب الصهيوني في فلسطين.

حكمت موازين القوى وسيطرة قوى البغي والعدوان وفرضت التقسيم على عالمنا العربي, وسهلت قيام دولة العدوان ودعمتها لتحتل كل فلسطين وأجزاء أخرى من البلدان العربية.

لقد وقف شعبنا وقواه الوطنية ضد مشاريع الاستعمار, وضد مؤامراته, وقاوم مشاريع الغزو الصهيوني لفلسطين وتهديده لأمن البلدان والشعوب العربية.

في ظل انكسار وتخاذل النظام الرسمي العربي, وتآمر البعض من المسئولين والحكام العرب, حقق أعداؤنا الكثير من الانتصارات, وتعرضنا لكثير من الهزائم والأخطار, وعلى رأسها الاستسلام أمام العدو الصهيوني, وإضفاء صفة الشرعية على كيانه الغاصب, وتوقيع اتفاقات الذل والعار معه.

لكن شعوبنا بقيت صامدة, ترفض الذل والتبعية, ورفضت الاستسلام أمام بطش وجبروت قوى الاستعمار والصهيونية أو المستبدين من الحكام والمسئولين. وقد نزل أبناء شعبنا في الأردن في مسيرات عارمة غطت جميع ساحات الوطن ومدنه وقراه وأريافه تعبر عن رفضها القاطع لإقامة أي علاقات مع العدو الصهيوني أو السماح بتدنيس أرض الأردن وسمائه بتواجد ممثلين للعدو الصهيوني على الأرض الأردنية.

إن ما حدث في مجلس النواب الأردني من تقلب في مواقف أعضاء مجلس النواب لجهة فتح أبواب الاستثمار للشركات “الإسرائيلية” في المشاريع الأردنية، وإقرار قانون الاستثمار بالطريقة التي تمت, إنما يدل على مدى حالة الانفصام بين من يفترض فيهم تمثيل مصالح شعبنا وبين أبناء شعبنا وأمتنا، وإذا كان بعض النواب قد نسوا تاريخ أمتهم, وتنكروا لدماء شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن حرية واستقلال كل شبر من أرضنا العربية, في الأردن وفلسطين وسوريا والعراق، فما كان يليق بهذا المجلس أن تشوه صورته, ويساء إدارة سن تشريع يراد من خلاله فرض الاختراق الصهيوني لحصون أمننا الاقتصادي وإظهار أعضاء مجلس النواب كمن يساق تحت العصا لتغيير موقفه من الضد إلى الضد.

لقد أساء أعضاء مجلس النواب, وكذلك أعضاء مجلس الأعيان إلى شعبنا, وأساؤوا إلى مبادئ الثورة العربية الكبرى في يوم عزيز على قلوب أبناء شعبنا, يوم الاحتفال بالذكرى المئوية لانطلاقة ثورة العرب الكبرى على يد الشرفاء وأحراء العرب.

إننا في اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع لنهيب بكل أحرار الأمة وشرفائها العمل الجاد لاسترداد كرامة الأمة واسترداد حقوقها وتحرير كل شبر من أراضيها المحتلة, والعمل على محو هذه الصفحات السوداء من تاريخ أمتنا, ونعلن رفضنا لهذا القانون الذي يتناقض مع مصالحنا الوطنية وأمننا الاقتصادي.

المجد للشهداء, والحرية لشعوبنا وأراضينا, والنصر لمناضلينا الشرفاء على كل قوى البغي والاستعمار والصهيونية والاحتلال الأجنبي وقوى الظلم والتخاذل الرسمي العربي.

الدكتور أحمد العرموطي

رئيس اللجنة التنفيذية     

عمان في 25 أيار 2016 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى