ماذا يريد بلينكن؟
جاء بلينكن إلى المنطقة مسكونا بإنجاز ثلاثة مسائل الأولى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، ولم يتحدث عن الآف الأسرى الفلسطينيين.
لم يتحدث عن وقف دائم لإطلاق النار بل عن هدن إنسانية تسمح بإيصال مساعدات إلى المدنيين.
المسألة الثالثة التي تشغل ذهن الإدارة الأمريكية هو العمل لمنع انتشار الصراع، قد يبدو هذا الهدف إيجابي لكن في الجوهر هو تمكين العدو من الاستفراد في غزة بهدف القضاء على المقاومة، لأن من يعطل مجلس الأمن عن القيام بمسؤوليته ومن يوقف دعمه للأنوروا، ومن يمد اسرائيل بالعتاد، ويقدم لها كل الدعم الاستخباري.
ومن يرفض التلميح ولو بالحد الأدنى بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية، ليس إلا مجرم وشريك فعلى في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، ولا يفكر إلا بتمكين العدو من تحقيق أهدافه، هذا الرجل هو الممثل الحقيقي لسلوك اليانكي الأمريكي.
لكن دعونا نتكلم بصراحة، عندما يأتي هذا المجرم ولا يسمع من الحكام العرب إلا القبول والسمع والطاعة، وعندما يجد شعوبا صامتة لا تقوى على الحراك ومحاسبة حكامها فانه سيتصرف بكل عنجهية وبدون أي اهتمام بمصالحنا.
اللوم أولا وأخيرا على الشعوب ونخبها التي تتقاعس عن القيام بواجبها، الدول والشعوب والأحزاب لا تقاس بأحجامها ولا بضخامة إعداد شعوبها، بل بالدور الذي تنهض به وتسعى لإنجازه.
عندما كانت الناس تنظر إلى مصر كقائدة للعالم العربي لم يكن ذلك بسبب حجمها بل بالدور الذي مثلته مصر عبد الناصر، وعندما حدثت الردة راح دور مصر يتقلص ونمى دور البغاث وراحو يتحكمون بنا.
نحن أمام منعطف خطير من يقوم بدوره ومسؤوليته سيحفظ مكانة في صناعة المستقبل وسيحفظ وجوده.
ومن يعيش على وهم امتلاك أمريكا كل الأوراق ومن يسعى كي تحميه اسرائيل سيكتشف أنه بعد رحيل العمر أنه كان يتعلق بخيط من دخان.
والناس إن تأخرت في فهمها للحظة ووجوب التعامل معها سيكتشفون أن قمع الأنظمة واستبدادها كان بالإمكان كسرة والتحرر من أغلاله.
وأما الأحزاب إذا لم تعرف سبب وجودها ومسؤوليتها ستجد نفسها بلا حاجة للاستمرار، المهم ليس الإسم بل الدور والفعل.
إنها لحظة الانعتاق من عبوديتنا لمفاهيم عفا عليها الزمن، لحظة تهشيم طبقات الكلس التى تراكمت وقيدت حركتنا.
لتكن لحظة الفراق بين القابلية للعبودية الطوعية والعجز إلى مرحلة الفعل، هل من مجيب؟