نداؤنا

ماذا تريد السلطة من حملتها على جنين؟

إذا كان الحاضر عاجزًا عن تفسير ذاته، أو أننا نحن عاجزين عن تفسيره وفهمه، قد نلجأ للتاريخ للماضي لأخذ العبر لعلنا نفهم ونفسر الحاضر.

ثلاثة اسابيع مضت على حصار السلطة لمخيم جنين، ورغم وضوح الأهداف المشبوهة لهذه الحملة إلا أن ما يثير الاستغراب انقسام الناس ما بين مدين لهذه العملية وبين مدافع عنها بشكل ببغاوي.

يخبرنا التاريخ القريب أن أحد أسباب فشل ثورة ٣٦ هو الدور الخياني الذي لعبته ما يعرف بكتائب السلام بقيادة فخري عبد الهادي وفخري النشاشيبي حيث اتفقا مع الاحتلال البريطاني على تعقب الثوار وقتلهم، بحيث أوصلا البلاد إلى اقتتال داخلي بعد تدريبهم وتسليحهم من الانجليز.

وحتى لا نذهب بعيدًا في شهر شباط عام ٢٠٢٣ عقد لقاء في العقبة بعد تنامي كتائب المقاومة وبعد معركة سيف القدس بمشاركة اسرائيلية وامريكية ومصرية وأردنية وفلسطينية، لمناقشة خطة مايك فنزل المتضمنة تدريب خمسة آلاف فلسطيني كقوات خاصة تأخذ على عاتقها القضاء على المقاومة، لقد باشرت السلطة المهمة لتثبت للإدارة الأمريكية بأنها قوية ويمكن الركون إليها في مواجهة المقاومة.

ترى ما الفرق بين كتائب السلام ودورها الخياني وموقف السلطة، وما تقوم به الآن؟

اللافت للنظر أن السلطة تستعمل نفس المفردات التي تستعمل اسرائيليًا في وصف المقاومين.

أنا أعتقد أن أفضل شيء في مواجهة هذه السياسة الخيانية تتمثل بمقاطعة كل عناصر الأمن اجتماعيا وعزلهم فهذا السلاح الذي يجنب الفلسطينيين المزيد من الدماء.

اظهر المزيد

د. سعيد ذياب

د. سعيد ذياب الأمين العام… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى