«لُغز» المنطقة الآمنة.. و«حِكاية» تطهير شَرق الفرات (2-2) / محمد خروب
تهديد الرئيس التركي الصارخ لأوروبا بفتح حدود بلاده أمام المُهاجرين من جديد، لأن تركيا «لا تستطيع تحمل المزيد منهم» ما لم تحصل على مساعدات». كما قال.
يستدرج ضغوطا اوروبية على واشنطن لإبدا مرونة ما إزاء مطالب أنقرة فضلاً عن فتح دفتر الشيكات الأوروبي لمساعدة تركيا في ملف اللاجئين.
كل شيء قابل للمساومة تُركيّاً وأميركيّاً, وبخاصة أن في خطة اردوغان ما يُشير الى رغبة في «توطين» مليون لاجئ سوري في شمال سوريا, بهدف يرى مراقبون كُرد وغربيّون, انه يستهدف تغيير التركيبة الديموغرافية في تلك المنطقة.
ثمّة ألغاز وحكايات مُسربلة بالغموض يجري العمل على تكريسها, بهدف نسف اي حل سياسي للأزمة السورية، بدءاً من «العقبات» التي قيل أنها ظهرَت في اللحظات الأخيرة لإعلان اللجنة الدستورية التي طال انتظارها, على ما تم سرّيته أوساط المبعوث الدولي بيدرسون، وخصوصاً ما استجدّ في اليومين الأخيرين, عندما أعلنت رئيسة وزراء الدانمارك: أن بلادها ستُرسل قوات عسكرية إلى سوريا لِـ «دعم» التحالف الدولي لمحارّبة تنظيم الدولة الإسلاميّة».
تصريحات دانماركية انسجمت تماماً في المعنى والتوقيت, مع تصريحات رئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد التي قال فيها: إن «بلاده» تحتاج إلى تدريب ما 60-50 بين ألف مقاتِل من القوات «المَحلِّية» لضبط الأمن شمالي سورية.
بَعثُ داعش من جديد والمبالَغة في الإشارة الى القوّة التي بات عليها, او استعادها كما يَرطنون والزعم بانه يحتفظ بوجود مُهم في العراق وسوريا, داعياً (دانفورد) في الوقت ذاته, الى دعم «قسد» من أجل مكافحة التنظيم مُبدِيا (الجنرال الاميركي الأرفع رتبة) قلَقه من إتّباع عناصر التنظيم تكتيك حروب العصابات،
تضع مُؤشرات مُفتعلة كهذه المسألة في مكان آخر, غير ذلك التكاذُب الجاري الان بين عسكريي الدولتين الأطلسيتين تركيا الولايات المتحدة, في وقت تتواجد فيه على الاراضي السورية قوات أطلسية اخرى بريطانية وخصوصا فرنسية بتمويل ودعم اقليميين, تحضيراً وربما شروعاً في تنفيذ المُخطط الذي كان تمّ تبريده مُؤقتاً, بعد فشل الحرب في سوريا وعليها واستعادة الدولة السورية للكثير من المدن والبلدات والمواقع, التي سيطر عليها الارهابيون بدعم وتمويل وتخطيط من دول اعترف بعضها بجريمته, فيما الآخر ما يزال يُكابِر ويُمنّي نفسه بانتصارات وهمية.
لا يتردّد الاميركيون في القول: ان لدى تركيا مَخاوِف شرعية على أمن حدودها مع سوريا، كما قال الجنرال دانفورد، لكنه كعادة الأميركيين المعروفة.. لا يُسمّون الأشياء بأسمائها، لم يكن يَقُل لنا مَن يُهدّد امن الحدود التركية…هل هو داعش غير الموجود في المنطقة؟ أم هيئة تحرير الشام المدعومَة تُركياً؟ أم خصوصا قوات سوريا الديمقراطية التي تحتضِنها واشنطن, وتُمثل بالنسبة اليها «ورقة الرِهان”, التي تظن ان بمقدورها التلويح بها باستمرار, كي تَمضي قُدماً في تنفيذ مُخطِّطها القديم/ الجديد لتقسيم سوريا وإراحة اسرائيل بذريعة مُحارَبة النفوذ الايراني فيها؟