لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
أخبار محلية

لميس أندوني لـ نداء الوطن: حراك قادم في نهاية العام إذا لم تستجب الحكومة لمطالب هبة أيار

أكدت على أن حكومة الرزاز لا تملك صلاحيات واسعة والهدف من تكليفها احتواء الحراك

نستضيف في هذا العدد الأستاذة لميس أندوني الكاتبة والصحفية صاجبة الخبرة الواسعة. حيث نتطرق إلى القضايا المحلية وحكومة الرزاز، إضافة إلى  الحديث حول صفقة القرن، وشخصية ترامب وانعكاساتها على السياسة الأمريكية.

نداء الوطن: كيف قرأت تكليف الدكتور عمر الرزاز برئاسة الحكومة خاصة وأن هذا التكليف جاء بعد حراك شعبي امتد إلى كافة محافظات الأردن؟
أندوني: لم يكن تعيين الرزاز مفاجئاً لي، لأنه منذ سنوات والدكتور عمر الرزاز يقدم نفسه أنه إصلاحي من داخل النظام، وأصبح له سمعة كإصلاحي. ومنذ عودته إلى الأردن كان يتواصل مع جيل الشباب وأنا كنت شاهدة، كما أنه عرض رؤيته في الورقة الشهيرة على الكثيرين منهم للنقاش، وخاصة في أوساط معينة ليبرالية وحتى الشباب الذين يريدون أن يروا تغيراً في الأردن لكن ليسوا من اليسار، ويريدون حكومة نظيفة وحكومة يوجد بها مساءلة. وأصبح له شعبية بين الناس.

[bs-quote quote=”السيرة الذاتية:
– مواليد عمان-الأردن.
-حاصلة على شهادة الثانوية العامة من المدرسة الأرثوذكسية.
-حصلت على شهادة البكالوريوس عام 1982 من الولايات المتحدة الأميكية ولاتحاد السوفييتي
– عملت في صحيفة الردان تايمز منذ (1983-1993)
– عملت مراسلة لصحيفة الغارديان (1984-1988)
-عملت مراسلة لصحيفة الفاينانشيال تايمز (1989-1994)
-كتبت تقارير في عدة صحف أمريكية وبريطانية وفرنسية مثل واشنطن بوست، نيويورك تايمز، صانداي تايمز، لوموند بوليتيك)، إضافة إلى عدد من الصحف والملات العربية، كالحياة والمجلة.
-من مؤسسي موقع العربي الديد باللغة الإنجليزية، وقدمت استقالتها منها في عام 2015.
-من مؤسسي موقع وفضائية قناة الجزيرة /الإنجليزية كمحلل سياسي ومشرفة.
-كما عملت في قناة الجزيرة الفضائية.
-محاضرة زائرة سابقة في جامعة بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وباحثة سابقة في جامعة هارفارد.” style=”style-7″ align=”left”][/bs-quote]

في ما يتعلق بالحراك، كان من الطبيعي وفي مرحلة ما بعد حراك (2011) وخفوت الحراك والقمع وهبة تشرين. وفي ظل التمادي على المواطنين، كون النظام والأجهزة اعتقدت أنها انتصرت، وهذا الانتصار جعلها تعتقد أن باستطاعتها التمادي في فرض الإجراءات الاقتصادية التي نسميها «سياسات الإفقار» وهي سياسات إفقار فعلياً، لأنك تخلق هوّة كبيرة بين المقتدر وغير المقتدر، وتخيف الطبقة الوسطى لأن غلاء الأسعار يعني انخفاض في المعيشة.
وبالتالي، كان من الطبيعي أن يعود الحراك مع استمرار هذه السياسات، فالمواطن غير الواعي سياسياً أو الذي يعتقد أن ليس له خيار كان سيصل إلى درجة أنه لا يستطيع العيش، لكن الذي سارع بإطلاق الحراك كان إقرار مشروع قانون ضريبة الدخل، الذي استهدف الجميع وخاصة الطبقة الوسطى وبشكل أكثر تحدديداً الفئات الشبابية في الطبقة الوسطى التي استشعرت أن لديها أمل بالتطور الوظيفي في التقدم الوظيفي في التقدم لهذه الحياة. ومن هنا أيضاً يمكننا فهم عودة دور النقابات التي كنا كلنا ننتظر هذه اللحظة التي تستعيد فيها النقابات دورها.
نداء الوطن: برأيك هل الحراك هو من أجبر النظام على اختيار الرزاز؟؟ أم أن النظام التقط هذه اللحظة التاريخية ليعلن انتصار جزء من الحلف الطبقي الحاكم على حساب آخر من خلال الرزاز؟ هل تم استثمار هذا الحراك كي يمرر اسم الرزاز أم أن الاسم فرض عليها؟؟
أندوني: أولاً النظام فوجئ بالحراك، وكان هنالك ارتباك، فأنا أعتقد أنه كان هناك مشاورات لاحتواء الحراك، ولم يكن أمام النظام شخصيات قليلة جداً ممكن أن يفكر فيها بين النخب التي لها ملاحظات على السياسات الرسمية لكن لا تعتبر نفسها معارضة للنظام أو معارضة للحكومات.
الرزاز له مصداقية وليس متورطاً بالفساد وهذه مهمة في سياق ما يجري بالأردن وهي مهمة أيضاً عند الشباب.
لكن يجب التذكير بأن صناع القرار في الأردن لا يفكرون عادة بحلول، بل يفكرون باحتواء، وفكروا بالرزاز للاحتواء. والرزاز يعتقد بأن دوره سيكون ضمن أهداف محددة يؤمن بها ولكن ليس بسقفك، ولكن يمكن أن تكون معقولة للوزارات، ليس لإنهاء الفساد بل الحد من انتشاره بين الوزراء. لكن أيضاً أنا أعتقد بأنه يعرف لا يوجد ولاية عامة ولا يوجد سياسة خارجية.
نداء الوطن: تشكيل الحكومة والقرارات المطابقة والمكملة لقرارات حكومة الملقي، هل هي ناتجة عن ضعف شخصية الرئيس نفسه أم أنه بالنسبة له هو رضوخ لواقع يستحيل تغييره؟
أندوني: أنا لم أتكلم معه وأتوقع لأنه شخص ذكي، فإنه يعرف أن هناك حدود لصلاحياته. لا أعرف إذا كان لديه وهم أن هناك مساحة أو هامش أكبر للتحرك أكبر مما نتوقع، لكن إذا كان لديه مثل هذا الوهم، يفترض أنه أصبح واضحاً بالنسبة له، منذ أول يوم حين فرضت عليه أسماء وزراء محددين في تشكيلة حكومته.
حتى لو قرأنا ورقة الرزاز التي قام بعرضها قبل أعوام، وقمنا بتحليلها وأنا من الناس الذين دعاهم لمناقشتها حينها، كان يحاول من خلال ورقته المساومة بين انسحاب الدولة من الرعاية ونظام الرعاية الاجتماعية بشكل كامل، لماذا؟ لأنه كان برأيه أن ما نعيشه حالياً ليس نظام رعاية اجتماعية بل هو نظام ما يسمى بالرعوي بمعنى أنه يتم تأمين الوظائف وتأمين بعض الخدمات لقاء الموالاة، وليس كحق، هي نفس فكرة المكرمة والمكارم. فكان ذلك –من وجهة نظره- لا يتعارض مع النيوليبرالية، بمعنى أنه هو تخفيف من وطأة اللبرلة على المجتمع الأردني.
باعتقادي أن النهج الاقتصادي لم يتغير ولكن أسلوبه تغير، كون شخصية الرزاز مختلفة، كون شخصيته مهذبة. ولكن هذا لا يكفي، فهنالك سياسات تمرر، يوجد هناك نقطة مهمة جداً يجب الإشارة إليها، أن الناس كانت دائماً تطالب بالكشف عن آلية التسعير للمحروقات، وأريد أن أقول للحكومة أن ما تم كشفه حول التسعيرة هو فضيحة.
نداء الوطن: هل تتوقعين أن يكون هناك حراك قادم في ظل استمرار هذه السياسة؟
أندوني: أنا أعتقد بأنه من هنا لنهاية السنة إذا استمرت هذه السياسات لا حاجة لأن تقوم الأحزاب والنقابات والقوى بشيء، فالناس ستثور لأنها لا تستطيع أن تعيش، لا تستطيع أن توفر لأبنائها أي شيء. يعني هناك نقطة سوف نصل لها، لكها قد تكون ليست كأحداث الدوار الرابع.
نداء الوطن: ننتقل للشأن العربي، حضرتك من المتابعين للاعلام الغربي، ما هي حقيقة صفقة القرن؟
أندوني: دعنا نتفق على أن ترامب يفكر كــــرجل أعمال، وأنا أتابعه منذ فترة طويلة. وللعلم أغلب فريقه خلال حملته الانتخابية، هم من الصهاينة الذين عادة ما يحيطون بأي مرشح. لكن الفارق أن ترمب لديه توجهات يمينية، ما جعل حجم تأثيرهم أكبر.
ترمب لديه فريق هو نفسه الذي يكون قريباً على كافة الروؤساء السابقين تقريباً وليس هو فقط، بطريقة مباشرة وطريقة رسمية ومن خلال مراكز الابحاث ومن خلال اللوبي الصهيوني الرسمي أقنعوه بهذا المشروع، هو ولم يفهم وجاء وقال، وأنا متابعة، أن الصراع العربي الإسرائيلي طويل، لذا يجب أن تتم إنهاؤه في عهدي من خلال ما أسماه «صفقة الصفقات» ultimate deal
الصفقة النهائية/ لأنه لا يفهم، فهو رجل اقتصادي، هو لم يطلع ولكنه اعتمد على المحيطين به.
يجب أن نتذكر أنه خلال كل هذه العقود، كان هنالك دائماً خطط واجراءات من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة تريد إسرائيل من العرب قبولها: تطبيع كامل .. تحالف إسرائيلي-عربي بحجة فزاعة إيران. وكان هذا كان يجري سابقاً وقبل عهد ترامب، لكن جاء الوقت ليكون هو الأساس وليكون علنياً وليكون مشرعناً وهذا كان يتم التحضير له.
أهم شيء في الصفقة التي نسميها صفقة القرن، هو أن تنضم السعودية إلى الحلف مع إسرائيل ليس فقط لكونها دولة نفطية، لكن لدورها الديني وتوفير هذا الغطاء الديني السعودي، على الصفقة. ومن هنا جاءت زيارة أنور العشقي –المسؤول السعودي الكبير السابق- إلى تل أبيب والتي كانت مقدمة للتطبيع، تلاها عقد اجتماعات في نيويورك.

 

أما في ما يتعلق بالحديث عن سيناء، فأعتقد أنه إذا كان هنالك مشكلة في تهدئة غزة، فمن الممكن أن يلجأوا إلى خيار سيناء، لكن رسمياً لم اقرأ -وأنا اقرأ كل ما يصدر عن مراكز أبحاث صهيونية-.
لكن باعتقادي أن أهم ما يحدث هو ما ينفذ، مثل نقل السفارة والذي شجعهم على نقل السفارة إلى القدس والاحتفال بذلك، وما شجعهم على هذه الخطوة هو رد الفعل العربي على ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية عبر الجدار الفاصل والذي على الأرجح سيتم العمل على توسيعه.
كل ما يقوم به ترامب حالياً، يأتي من على أرضية أن الوضع العربي يسمح بذلك. فهم أمام فرصة تاريخية خاصةً أن الافكار التي يطرحها ترامب كلها مكتوبة من قبل. يعني لو أنك تكلمت معي قبل سنتين أقول لك هذه هي الافكار المنفذة، ولكن ترمب «مستعجل». حتى دينيس روس انتقده، رغم أنه هو واحد من أهم من وضعوا هذه الأفكار.
ترامب وقال لهم أنا لا اعمل ببطء وأفضل كلمة قالها وصادقة وأقنعوه فيها هي «الاعتراف بالأمر الواقع».
نداء الوطن: برأيك ما انعكاسات صفقة القرن على الأردن؟ هل يوجد قلق أردني مشروع لتمرير صفقة القرن؟
أندوني: الأردن الرسمي هو جزء من صفقة القرن، وهنالك تسريع في هذا الاتجاه، مثلاً اتفاقية الغاز، وقناة البحرين وقريباً سنرى مشاريع أخرى. كما أن المادة (8) من من معاهدة وادي عربة، تنص على توطين اللاجئين. لكن مع ذلك، هنالك قلق حقيقي لدى الأردن الرسمي، من أن يصبح التوطين أمراً واقعاً، كما أن ملف القدس بالنسبة للأردن له أهميته الخاصة، كون الوصاية على المقدسات في القدس هو جزء من شرعية الهاشميين.
الحديث عن الكونفدرالية في صفقة القرن وأنها هي الحل، هو قديم منذ تبني الأردن فكرة المملكة المتحدة. ولكن بالنسبة للكيان الثهيوني وأمريكا، فإن الحل النهائي لمسألة «الدولة الفلسطينية» يحمل عدة سيناريوهات كالكونفدرالية أو غيرها، ولكن يبقى الأهم ما قاله ترامب: «لا يهمني اسمها دولة أو دولتين. ما يهمني هو أنها تضمن إنهاء الصراع». وأيضاً هذا من أصدق ما قاله ترامب، المهم أن «إسرائيل»، وأجابه في حينها نتيناهو «نعم، صحيح هذه التعبيرات المفردات غير مهمة».

أجرى المقابلة: د. فاخر دعاس

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى