مقالات

لماذا ولمن بطاريات الباتريوت؟ / د. سعيد ذياب

حسب ما أعلن البنتاجون، وما نشرته صحيفة أمريكية (وول ستريت جورنال)، أنه سيتم نشر عشرة أنظمة دفاع جوي في عدة دول عربية وسط زيادة في الهجمات على القواعد الأمريكية، وازدياد في مستوى التوتر إقليميا وعالميا، واستشراس الكيان الصهيوني وأمريكيا في الحفاظ على وجودهم وهيمنتهم علينا.

سؤال من القلب والعقل، من المستهدف في هذه الدول التي سيتم نشر الباتريوت فيها؟ الجواب القواعد الأمريكية.

ولكن الأهم من هي مستهدفة؟ ولماذا هي مستهدفة؟
الاستهداف لأمريكيا ودورها الداعم بالمشارك في العدوان على الشعب الفلسطيني.
ويستهدفها أو يمكن أن يستهدفها أي جهة في الوطن العربي تعارض الوجود الأمريكي.
أي باختصار هذه القواعد ليست لحماية أمننا بل على الضد من مصالحنا وأمننا، وأن بطاريات الباتريوت ضد مصالح شعوبنا.
إذن ما هو مبرر وجود هذه القواعد في هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج.
قد يقول قائل ألا تعرف مبررات هذا الوجود؟ نعم يا سادة ويا أصدقائي أعرف ولكن التساؤل هو للذين صمتوا عندما كانت الأنظمة العربية ترسم سياسات على الضد من المصالح الوطنية والقومية وشرعوا الأبواب لتواجد القواعد، بحيث بتنا كمن يضع الأفعى في عبه.
الأدهى أن هذه الأنظمة تتظاهر برفضها العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة.
لقد أمضت شعوبنا حياتها مستغفلة من حكامها، يريدون منها الترحيب بقاتليها وسالبي ثرواتها.
لكن اعتقد جازما أن ملامح يقظة شعبية رحنا نشهدها من الرباط حتى صنعاء كلها تؤكد أن أمريكيا رأس الأفعى، وأن أوطاننا وشعوبنا من حقها أن تكون حرة وتتمتع بثرواتها.
ما يجري هو تحطيم لشخصية الإنسان المستقر الذي صنعته وكونته عقود من القمع والاستبداد، أنها لحظة الانعتاق من قيد العبودية.
لقد تم تشويه مجتمعاتنا، وتم دفعنا دفعا إلى خلط أولوياتنا وحرف بوصلتنا، بحيث نتعامل مع الصديق كعدو وأن ننظر للعدو كصديق يبحث عن السلام.
إنها بشائر ولادة جديدة، خروج عن المألوف، تمرد على الواقع،
نعم هناك جديد نرنو إليه ونلتف حوله، نحتضنه، رغم الجرح، رغم الدمار والموت، رغم صور الأطفال وقد مزقت أجسادها الطائرات الصهيونية والأمريكية.
نبحث عن ضوء، عن فرج، يقينا أن بوادره وصورته تتشكل، تصنعه بنادق المقاومين في غزة والضفة، والجماهير العربية التي عرفت دربها أكثر من أي وقت آخر.
ولن تجدي الباتريوت، ولا ناد ، نفعها أمام الجماهير العربية الزاحفة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى