لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
نداؤنا

لماذا لا نتأمل التاريخ ؟ | د. سعيد ذياب

مراجعة التاريخ وأحداثه واستخلاص العبر منه ومن دروسه، مسألة في غاية الأهمية والضرورية.

خلقت الهزائم عند العديد من الشعوب ردود فعل متباينة في كيفية التعامل معها، مثلا بعد الحرب العالمية الأولى ومعاهدة فرساي عام١٩١٩ وما فرضته من شروط مذلة وقاسية على ألمانيا، كانت بمثابة الأساس للحرب العالمية الثانية، و المعطي الرئيس لظهور النازية، لقد اعترف الاقتصادي الإنجليزي  جون مينر كينزوكان عضوا في لجنة الحوار بأن الشروط قاسية ومذلة ووصفها (بسلام قرطاجة)، كان ظهور النازية رد فعل على ذلك الإذلال ولمواجهة حالة الانحطاط الأخلاقي التي عاشته ألمانيا، وجدت نفسها كحركة هي الرائدة والمؤهلة في أحداث ولادة جديدة في ألمانيا، تعلي من شأنها كأمة ونفس الشيء ظهرت الفاشية في إيطاليا سعيا لرفعة الأمة، وانتشرت الفاشية في أكثر من مكان.

في تلك اللحظة كان اليسار موغلا في لعب دور الضحية والانهماك في صراعاته الأيدولوجية بدلا من التقاط المهمة والنهوض بها كما يجب.

وفي أيامنا هذه تجنح الأمم نحو اليمين الفاشي في أوروبا لمواجهة أزماتها وتراجع هيبة دولها، لكن من الواضح أن هذا اليمين الفاشي لم ينجح في تحقيق الرفعة والتقدم لشعوبه، بل على العكس من كل ذلك، ازدادت أزمات تلك الدول وزادت عزلتها، الأمر الذي يضع اليسار أمام مسؤولياته باعتباره الأكثر جدارة في تحقيق التطلعات الجماهيرية، والأكثر تقدمية والأكثر انسجاما مع حركة التاريخ، لكن يبقى السؤال لماذا تخلف هذا اليسار عن النهوض بهذه المهمة.

في وطننا العربي لم يتقدم لا اليمين ولا اليسار لتحمل أعباء الدور في مواجهة الهزائم التي لحقت بالأمة، كل ما حصلنا عليه حكاما دكتاتوريين ناجحين في قمع الشعوب وفاشلين بالنهوض بالأمة.

لهذا السبب نري كل قارات العالم تشهد حراكا واضحا وتوجها نحو اليسار، إلا نحن، تتكالب علينا كل الضواري ويضاف لكل ذلك ضعفنا، أمام تلك الضواري.

لا زلنا نتعجب مثل أبو ذر كيف يجوع المرء ولا يخرج للناس شاهرا سيفه، ولا تزال مقولة علي بن أبي طالب “ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا”، وما زال اليسار يردد مقولات ماركس ولينين عن الثورات والتغييرات الكبرى ولا يفعل شيء.

متى نبدأ خطوتنا العملية؟ ونتخلص من ذلنا وقهرنا وعبوديتنا!!!!!!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى