لماذا تقليل جهد الأخرين ؟

تسخيف جهد الأخرين أو التقليل من أهميته في جوهره ليس إلا تعبير عن العجز الذاتي وعدم القدرة على مجاراة الطرف المقابل.
اليمن هذا البلد العربي الفقير بموارده الغني بشهامته وبوفائه، هي الدولة الوحيدة التي أخذت قرارها بعدم ترك العدو ليستفرد في غزة، وانخرط مباشرة في عملية الدعم والإسناد للمقاومة، هو اليمن الذي نجح في تعطيل حركة السفن المتجهة للكيان وخلق نوع من الحصار الاقتصادي للعدو، ونجح في تحييد ميناء “إيلات”، وفي تعطيل مؤقت لمطار اللد.
إذاً المسألة ليست مجرد حفرة كما يحاول البعض، بل هو تهديد استراتيجي للكيان كما عبرت عنه إسرائيل نفسها، ولو كانت المسألة مجرد (جورة) أي حفرة لما تدخلت أمريكا وبريطانيا لضرب اليمن، ولما سحبت أمريكا حاملة طائراتها.
الشيء المؤكد أن الإعلام الرسمي العربي سعى ولا يزال إلى حجب دور اليمن كقوة مقاومة للكيان، وسعى إلى تهميش هذا الدور من خلال بعض الكتاب.
بل الأكثر وضوحًا يمكن ملاحظة أن هناك حساسية عربية رسمية زائدة من اي دور لمحور المقاومة.
لأن هذا الدور يضع الأطراف الأخرى العربية أمام مسؤوليتها تجاه ما يتعرض له الفلسطيني وبالتالي الكشف عن عورتها وعجزها خاصة بعد ما تحدث عنه نتنياهو عن مشروعه “اسرائيل الكبرى” حيث وضع الجميع أمام سؤال حول استعدادهم لدرء مخاطر هذا المجرم وأحلامه وخرافاته.
عموما هناك مثل شعبي يقول أن الناس ترمي الحجر على الشجر المثمر، هذا الهجوم على اليمن وعلى المقاومة والمطالبة بتسليم سلاحها وهذا التكالب على حصار المقاومة أكبر دليل أنها في طريق الحق.
عاش اليمن وعاش كل مقاوم يرفض هذا الكيان ووجوده.