نداؤنا

لكل حادث حديث

لكل حادث حديث. هذا المثل يقال عادةً من شخص لا يرغب في النقاش قبل وقوع الحدث. وقد ينطبق هذا المثل على الأحداث الصغيرة التي تواجهنا في حياتنا اليومية.

لكن حين يتعلق الأمر بما يمكن اعتباره تهديدًا للأمن القومي أو تحديًا حقيقيًا للوجود، فلا يجوز التعامل معه برؤية انتظاريه، بل يجب اتباع سياسات تحوطية، ووضع جميع السيناريوهات الممكنة للتصدي للمخاطر.

أعتقد أن من لا يرى في تصريحات نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى”، ومن لا يريد ملاحظة قرارات الحكومة الإسرائيلية بفرض السيادة على الضفة الغربية، إنما يمارس سياسة التغافل حيث لا يجوز التغافل.

اقتحامات المسجد الأقصى اليومية، وزيادة أعداد المقتحمين، وتوسع الاستيطان، والاعتداءات المتكررة، والإمعان في الحرب الإجرامية ضد أهل غزة، إضافة إلى التهديدات المستمرة ضد لبنان وسوريا، كل ذلك لا يحمل سوى رسالة واحدة: أنهم ماضون في مشروعهم التوسعي الاستعماري والإحلالي.

إن عدم إدراك طبيعة هذا الكيان، والاستمرار في مسار التطبيع، والتمسك بالاتفاقيات الإبراهيمية واتفاقيات “السلام”، ليس سوى فقدان للبصيرة، أو إدراك مشفوع بتواطؤ مقصود.

لم تشهد أوطاننا وأمتنا في تاريخها الحديث مخاطر وأهوالًا وتحديات وجودية كما تشهدها اليوم. وفي المقابل، لم نشهد من قبل مثل هذا المستوى من التخاذل وضعف الفعل ورد الفعل.

الأخطر من كل ذلك هو حالة التبرير المستمرة وخلق الذرائع لتغطية العجز المستحكم فينا. إنها لحظة ملائمة للرد والإعلان الصريح عن موقفنا، فالصمت لم يعد مقبولًا.

لقد قلتها في أكثر من مناسبة: الركون إلى الوعود الأجنبية ليس إلا وهمًا وسرابًا. فمسار علاقتنا معهم أثبت زيف وعودهم منذ “دولة عربية واحدة” وحتى اليوم، حيث يتخلون عن وعودهم واحدًا تلو الآخر.

اظهر المزيد

د. سعيد ذياب

د. سعيد ذياب الأمين العام… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى