أخبار محلية

لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام الخواجا، نائب الأمين العام للحزب

أقام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، مساء الأربعاء 18 حزيران، لقاءًا في مقره بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام الخواجا، نائب الأمين العام للحزب، واستهل الحضور اللقاء بتوجيه تحية الإجلال والإكبار لشهداء أمتنا، وللمقاومة الأبية.

كما ضم اللقاء حشداً كبيراً من القوى الوطنية الأردنية، ما جعله لقاءً وطنياً بامتياز، للاحتفاء بالحرية، والتشديد على تمسك الحزب بمواقفه والثوابت الوطنية رغم التضييقات التي تواجهه…

وبدوره قدم أمين عام حزب الوحدة الشعبية د. سعيد ذياب، الشكر لكل من تضامن مع الحزب في المعركة الديمقراطية التي استهدفت الحرية التي تمثل الحق الأصيل للإنسان منذ نشأة البشرية…

وفي هذا السياق قال ذياب “إن بعض الأنظمة لا تقبل ولا تستوعب فكرة أن الناس ولدوا أحراراً، وبالتالي لا تحترم هذه الحرية ويضيق صدرها عندما تسمع صوتاً يمكن أن يتناقض مع حقها بالتحكم في رقاب الناس، إنّ من يقرأ تاريخنا يكتشف أن هذه الأمة ابتليت بالاستبداد، وهذا الاستبداد، هو الذي حرمها ولا يزال يحرمها من أن تأخذ مكانتها الصحيحة تحت الشمس بل أنّ هذا الاستبداد يساهم بشكل كبير في تشويه وعيها وإدراكها لمتطلبات الصراع”.

وفيما يتعلق تحديداً بالسبب وراء اعتقال د. عصام خواجا، والمتمثل بموقفه المؤيد للمقاومة، والمتضامن مع غزة، أكد ذياب بأن “هذا يعكس أيضاً موقف الحزب والقوى الوطنية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وعموم أماكن تواجده، وأن الاعتقال يأتي بسبب ضيق صدر أجهزة الحكم، وسعيها لوضع حد لحالة التضامن الشعبي الأردني المتنامية من الشمال إلى الجنوب مع أهلنا في غزة، ولهذا السبب أقدموا على ذلك الاعتقال”.

وأضاف “إنهم يريدوننا أن نصمت عن المذابح التي تُرتكب والقتل والتجويع وذبح الناس من الوريد إلى الوريد، وهذا لن يتحقق”.

كذلك شدد ذياب على ” تمسك الحزب بالثوابت الوطنية، إذ صرح ” إن الحزب يدعم النضال الوطني الفلسطيني تماماً بنفس المقدار الذي نناضل وإياكم من أجل بناء الأردن الوطني المتحرر من التبعية والممتلك لسيادته الوطنية”.

وعلى صعيد الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، ومحاولات شيطنة إيران، نوه ذياب إلى ضرورة الحذر مما يذاع، بهدف تشويه الفكر في المرحلة المصيرية والفارقة التي نمر فيها إذ قال “للأسف عملوا على تشويه وعي الناس حتى وصل بهم الأمر لتسويق بعض المقولات السخيفة لعلّ أبرزها “اضرب الظالمين بالظالمين” فإن هذه الجملة التافهة تهدف إلى التضليل وتشويه الفكر عبر مساواة إيران بكيان العدو المارق، فإن إيران كدولة جارة لنا، ونتشارك واياها التاريخ والجغرافيا، دولة تضرب جذورها في أعماق التاريخ قبل الميلاد بمئات السنين، ولا يمكن تشبيهها بكيان مصطنع استعماري استيطاني”.

ورغم كل ما سبق أكد ذياب أن هناك بصيص أمل يتمثل بوعي الناس الذي بدأ يتبلور ليدرك حقيقة ما يجري في هذه المرحلة أكثر من أي فترة سابقة في تاريخ نضال الشعوب العربية التي بدأت تعرف بوصلتها في تلك المعركة التي ربما ستستمر لفترة طويلة، وهذا ما يفسر حجم التكالب الاستعماري الصهيوني والرجعي العربي في هذه المعركة، فإن صمود الناس ووعي القوى السياسية وحتى القوى الشيوعية التي تعادي نظام الإيراني تمثل بالوقوف مع الدولة الإيرانية ورفض هذا العدوان لأن القوى الواعية تعرف بوصلتها وتعلم جيداً أن الصراع يكمن بيننا وبين القوى الإمبريالية وتناقضنا الرئيسي مع الكيان الصهيوني ونحن الآن نواجه طبيعة هذا التناقض الأساسي والرئيسي، ولكن مهما كانت الصعاب ومهما كانت الضغوط فإن شعبنا في الأردن وفلسطين وشعوبنا العربية والدولة الإيرانية والشعب الإيراني سيصمد ويتصدى لهذا العدوان”.

 ومن جانبه شدد نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، د. عصام الخواجا، على ما جاء في كلمة الأمين العام، د. سعيد ذياب، وكرر الخواجا شكره أيضاً لكل من تضامن معه خلال مرحلة التوقيف ووضح أن “حالة التضامن هذه ليست لأجل فرد إنما هي تضامن مع كافة الذين يحملون مشروعاً، وفكراً ونهجاً متأصلاً في الدفاع عن التحرر الوطني والحريات والحق في التعبير عن الرأي، وفي الدفاع عن الأردن، ودعم المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني ونضال كل الشعوب الحرة في مواجهة الإمبريالية وأدواتها، وتأييد ودعم كل من يقف في وجه الكيان الصهيوني، هذا الكيان المصطنع”.

واستذكر الخواجا المناضل المشتبك القائد غسان كنفاني، إذ صرح “اليوم نعيد ما قاله الشهيد القائد والمبدع والمعلم، كنفاني، بإن الإنسان قضية والإنسان الذي لا يملك قضية لا قيمة له”.

كما أشار الخواجا إلى الفجوة بين النصوص الدستورية وما يطبق على أرض الواقع قائلاً “نحن أمام فجوة تتسع كل يوم بين ما يكفله الدستور من حق بالتعبير بالكلمة والكتابة، وبين الممارسة الفعلية، فإن الممارسة بعيدة جداً عن هذه النصوص، ودليل ذلك حالة القمع والاستبداد والإصرار على إسكات كل صوت حر يدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، ويوجه التحية للشهداء، وأيضاً اسكات كل صوت حر يطالب بإسقاط معاهدة وادي عربة وإتفاقية الغاز، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وكأنّ هذا الإصرار من قوانا الوطنية وشعبنا بمختلف مكوناته يهدد الاستقرار والأمن في البلاد! وهذا غير صحيح وإنما يعبر عن قصور في الرؤية، وقراءة الواقع ولا يخدم البلاد”.

وحذر الخواجا من القمع والاستبداد مشيراً إلى التدخل حتى بتحديد مجلس النقابات المهنية، وقمع الأحزاب القومية واليسارية والوطنية، وفتح المجال لأحزاب معلبة بعقد ندوات في الجامعات الأردنية في الوقت الذي يعاقب فيه طلاب كتل طلابية محسوبة على تيارات سياسية وطنية ويسارية تقدمية، بالفصل من الجامعات، وتشكيل لجان تحقيق، عقب استدعائهم على خلفية نشاطهم الوطني.

ونوه إلى أن هذا النهج والتمييز يدلل على أنهم “لا يريدون حياة حزبية سليمة، يريدون فقط أحزاب مصطنعة ومعلبة، والتي ثبت بالتجربة بعد الانتخابات النيابية أن أغلبها لم يعُد لها وجود، وكأنها شكلت لمرحلة محددة والآن لا أحد يسمع صوتها، كما لم نسمع صوتها في الحرب على غزة ولا في حراك الشعب الأردني في دعم شعبنا الذي يباد يومياً تجويعاً وقتلاً وتدميراً”.

وفي جزئية توقيفه قال الخواجا ” عندما تم التوقيف استندوا بتوجيه التهم إلى فقرات من الكلمة السياسية التي ألقيتها في مسيرة تضامنية مع غزة، ونحن في هذه المسيرات نشعر بأننا مقصرين ولا نقوم حتى بالحد الأدنى ونشعر بحالة عجز أمام حجم ما يجري لكن رغم ذلك على الأقل نريد أن يكون هناك صوت وما جاء في الكلمة حينها ليس أمراً جديداً، بل تم التعبير عنه بشكل متكرر في مناسبات عدة خصوصاً بالحراك الشعبي التضامني مع غزة، وفي المحصلة الموضوع ليس بنص كلمة أو هُتاف إنما جوهر الموضوع في التوقيفات هدفه فقط وقف وإنهاء أي حراك شعبي للتضامن مع غزة، وأي حراك شعبي تقوده القوى السياسية سواء في إطار الملتقى الوطني أو الجبهة الوطنية أو الأحزاب مجتمعة أو متفرقة، و لأنه مطلوب لهذا الحراك والمسيرات أن تتوقف، ومطلوب للصوت الحر الذي يعبر عن نبض الشارع أن يتوقف، دون أن يأخذوا بعين الاعتبار حالة الاستهجان الشعبية من القمع”.

 وإلى ذلك أكد الخواجا أن “الاعتقالات والمضايقات لا يمكن أن نعتبرها أثمان ذات قيمة أو حتى تضحية، لأن التضحية الحقيقية تتمثل فيما يقدمه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، والشعب اللبناني واليمني والإيراني”.

وختم الخواجا كلمته بقوله إن “حجز حريتنا لفترة أمر يعتبر من أبسط الأثمان، ونحن على استعداد لتقديمها في أي وقت لأن هذا المشروع سيستمر، وهذه الممارسات تكرس الوعي الذي يتمسك بخيار دعم المقاومة، والسعي لتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي، وتعزيز الوعي الذي يعرف أين الحق وأين الباطل، وكما قال، الإمام علي بن أبي طالب، لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”.

اظهر المزيد

نداء الوطن

محرر موقع حزب الوحدة الشعبية… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى