لسنا طلاب موت.. بل طلاب مقاومة لروح تيريز الهلسه
يأبى آذار أن يُخبئ أزهاره رغم كل ما يحيط بنا من وجع وخوف صحي، يأبى أن يغادر غير محتفلاً بالنساء، ومكرساً لنضالاتهن.
يقطف لنا من قرية حمود الاردنية زهرة وينثر عبقها ليصل عكا والرامة، من الأردن الى فلسطين، تعاد القصص والذكريات وكلها تحمل عنوان واحد مقاوم «وراء العدو في كل مكان».
ليس صدفة أن يختار المناضلون أوقات اللقاء، يفارقوننا ولكنهم يلتقون دوما مؤكدين أنه لا بديل عن الكفاح المسلح، لا بديل عن فلسطين. لا يقامرون بالوطن، ولم تكن خياراتهم صدفة، فكيف إن كانت امرأة، كيف إن كانت تيريز هلسه، خرجت من رحم الأرض، وفي عكا تحديدا التي لا تخاف، مشت تيريز في درب المقاومة من أجل الحرية، بكنيتها الأردنية ودمها الفلسطيني حملت هويتها النضالية ومضت.
هي اليوم تغيب عنا بعد أن غُيّبت عن أرض فلسطين وأُبعدت الى الأردن بعد اعتقال دام عشر سنوات في سجون العدو الصهيوني إثر عملية خطف طائرة بطولية، خلال عملية تبادل النار أدمت النتن ياهو برصاصة لم تميته، لابد هو يتذكرها الليلة، ولكنه يعي تماما أنه لن يهنأ براحة البال وفلسطين مازالت حاضرة في وجدان كل عربي.
تراتيل حزينة، فخورة، من قرية حمود الأبية الى عكا، من الكرك الى الرّامة، نودعك اليوم بظروف مؤلمة تزيدنا اصرار على التمسك بالحياة، نستذكر الدروس، فقط بالمقاومة نبقى، وبها ننتصر.
نستذكر الدروس، لا وطن بلا أمرأة، ولا أمل بغد يخلو من نساءٍ مناضلات. نستخلص العبر، لن تكون فلسطين ما لم تكنّ أمة عربية واحدة.
لروحك الخلود مناضلة عنيدة عرفت دربها عن قناعة، لكِ منا العهد أن نستمر.