مقالات

كيف هي استجابتنا للتحديات؟

في الأنواء، وفي الخطوب والملمّات، والأخطار الوجودية التي تواجه الشعوب والجماعات، تتحرك الحيّة والواعية منها لمواجهة هذه التحديات، من خلال توفير كل عناصر القوة للانتصار على تلك الأخطار.

لا أعتقد أن هناك من يشك في أن البلطجة الصهيونية وعنجهية نتنياهو وعدوانية الكيان قد بلغت درجة غير مسبوقة، وأن يدها الشريرة باتت تضرب في كل مكان من أرض العرب، بدون أي تردد أو وجل.

السؤال: كيف تعاملنا مع هذه الأخطار؟ وكيف هي ردود الفعل على هذا الفجور الصهيوني؟ لقد فشلت قمم المسلمين والعرب، وانتقدتهم شعوبهم، لكن لم نتساءل: ما دور الشعوب والمثقفين والأحزاب والأفراد؟ هل فكروا بمسؤوليتهم؟ هل سيطرت علينا ثقافة القطيع واستسلمنا لما يشوّه وعينا ويفرض علينا قبول ما يتناقض مع مصالحنا؟

هل فكرنا في تحديد أولوياتنا؟
هل اعترفنا بوجود هذه التحديات وهذه المخاطر؟
هل سألنا عن دورنا ومسؤوليتنا؟
ألسنا متفقين أن الأردن في عين العاصفة؟

إذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فهل بالإمكان مواجهة هذه العاصفة وأبناء الوطن مكبّلو الأيدي وبأفواه مغلقة، ممنوعون من الحديث بسيف قانون الجرائم الإلكترونية؟

كيف يمكن التكاتف مع هذا الكم الهائل من معتقلي الرأي؟
كيف ينتعش الفكر وتتعاظم القوة في ظل المنع وتقييد التعبير؟

أمام هذا الحال الصعب والقاسي، فإنّي أعتقد أن من يريد التصدي له، لابد:

  • عليه السعي لإطلاق سراح معتقلي الرأي.
  • المطالبة بإطلاق حرية التعبير وحماية هذه الحرية.
  • على كل فرد أن يشعر بدوره وأهميته، وأن يغادر صورة المواطن المستقر وثقافة القطيع، وألّا يعتمد على ثقافة السمع، بل يجعل من ثقافة العقل نبراسًا له.

يقول عبد الرحمن البدوي: إن خصائص الشخصية العربية تقوم على الإرادة والعاطفة والعقل، أي أن العقل احتل المرتبة الثالثة، وما يحكم تفكيرنا هو الإرادة بما تعنيه من اندفاع وتغييب الهدف.
ويقول إن هذه الخصائص انعكست حتى في صور الفن، مثلًا ساد (الأرابسك) الذي يتحرك في كل الاتجاهات دون هدف محدد، وغابت أنواع أخرى من الفنون.

أنا أعتقد أن أمتنا بحاجة إلى الوقوف أمام ذاتها وحالها، وعلينا كأفراد الكفّ عن الفهلوة والأنانية وحرق البيدر لإشعال سيجارة. هذه مظاهر ليست فردية، بل تكاد تكون شائعة حتى لا أقول عامة.

أحيانًا قرار خاطئ يكلفنا الشيء الكثير لتجاوز آثاره. عندما وقّعت حكومة بشر الخصاونة الاتفاقية الأمنية الأردنية – الأمريكية، قلت في ندوة دعا لها منتدى الفكر الاشتراكي في إربد: إن الحركة الوطنية الأردنية أمضت سنين طويلة من النضال للتخلص من المعاهدة البريطانية، فترى كم سنبذل من جهد وعرق للتخلص من المعاهدة الأردنية – الأمريكية؟

أعتقد أن الكثير من القرارات تُؤخذ بدون التدقيق في مخاطرها وفي مدى استجابتها للمصلحة الوطنية.

كل هذا يجعل من أهمية الوعي أولوية، ومن صفة التشاركية قاعدة لا يجوز القفز عنها.

اظهر المزيد

د. سعيد ذياب

د. سعيد ذياب الأمين العام… المزيد »
زر الذهاب إلى الأعلى