كورونا و النكبة ..
أغلق العالم أبوابه ولمَع في الصفحات الأولى وفي عناوين الإعلام شبح كورونا منذ نهاية عام 2019 وحتى يومنا هذا ، فتسابقت الدول في اجراءاتها لمواجهة كورونا ، منها من أعلن الحجر الجماعي ومنها من قرر الحجر الجزئي.
كورونا ليست بالكذبة ولن نكون عدميين ونذهب للقول بأن هذا الفيروس لا وجود له وأن أرقام الضحايا والإصابات غير صحيح وما إلى ذلك من تكهنات بدأت منذ وقت ليس بالبعيد بالظهور لساحات التواصل الاجتماعي .
إذا ما نظرنا إلى ضحايا فيروس كورونا بالعالم وقارناها بضحايا الأوبئة الأخرى المنتشرة “الانفلونزا الموسمية على سبيل المثال” سنجد أن هناك الكثير من علامات الاستفهام .
لن اخوض طويلاً في الحديث حول كورونا والحرب الجينية ، فهناك من يكتب بشكل جيد ويمتلك المعلومة في هذا المجال .
ولكن ما أودّ الذهاب اليه هو فيروس الكيان الصهيوني ، الذي ما زال يفتك ويشرّد بأبناء الشعب العربي الفلسطيني ليل نهار منذ ما يزيد عن ال72 عاماً دون حسيب أو رقيب ، هذا الكيان الغاصب الذي شرّد الملايين وهجرّهم قسراً من بيوتهم ، وقتل مئات عشرات الآلاف بدمٍ بارد واعتقل وسجن وعذّب عشرات الآلاف من الفلسطينيين في سجونه
هذه الازدواجية في معايير الإنسان تجعلنا نسلط الضوء عن كمية الأنانية والإستهتار بحياة الآخرين فكيف لعالم أجمع أن ينتفض ويتسابق حول الإعلان عن احصائيات كورونا ويتجاهل ما جرى ويجري من مجازر صهيونية على مر السنين .
هذا العالم الموجه الذي أغمض عينيه مراراً وتكراراً عن الإباده الجماعية التي تمارسها آلة الحرب الصهيونية ، يريد من الفلسطيني القبول بخيار الإستسلام عبر قبوله بالذل والعار المسمى بالسلام مع الكيان الصهيوني ، هذا الكيان يعلم جيداً بأنه يحمل بذور فناءه لأنه يعي أن الفلسطيني يولد مقاتلاً مهما حاول العملاء ممن يعتلون الكراسي تصويره بغير ذلك .
مقاومة الاحتلال ليست إرهاباً وإن حاولوا تصوير ذلك ، لا يوجد شريعة في هذا الكون تعطي الحق للسارق والمغتصب بأن يكون سيداً على أصحاب الحق ، قد نكون في حالٍ سيء بفعل آلة الحرب وبفعل من يعتلون السلطة ، لكن عاجلاً أم آجلاً سنبني دولتنا الديمقراطية على كامل ترابنا الوطني .
لقد حاول البعض الفلسطيني تصوير القضية بأنها للفلسطينيين فقط ظناً منه بالحصول على مكتسبات هنا و هناك فراح يغرقنا في ملفات “الشرعية” الدولية المتواطئة فعلاً وقولاً مع الكيان الغاصب بحكم حليفها الأمريكي ونفوذه في المنطقة ، وما زال يسعى هذا الطرف الفلسطيني للتودد للصهاينة فأصبح أمامنا عدوّين حقيقيين هما الكيان الصهيوني وعملاءه أينما حلّو وأينما كانت مواقعهم .
باعتقادي أن الفيروس عاجلاً ام آجلا سيرحل عن هذا العالم وتعود العجلة الى ما كانت عليه ، لكن فيروس الاحتلال الصهيوني ما زال يمارس القتل اليومي وكأن الدم الفلسطيني مباح لهؤلاء الجزارين القتلة .
يتسائل البعض عن العقل الفلسطيني الذي ما زال يورث التمسك بحقه بالعودة الى دياره وحقه بتحرير كامل تراب وطنه من بحره لنهره ويضع في تساؤله ما تقدمه القيادة الفلسطينية والعربية من تنازلات ، لكن معظمهم يتناسى بأن معركة الفلسطينيين عنوانها الحق ، ولن يقبل الفلسطيني باقتسام ارضه مع الكيان ضمن ما يسمى بأكذوبة حل الدولتين ، فلا يمكننا ابداً التعايش مع قاتل لابناء جلدتنا .
معركتنا طويلة وستطول رغم عدم توازن الكفة ، لكن ايماننا بالعودة والتحرير سيبقى سلاحاً دائماً يرهق الاحتلال وأجهزته ، وجلّ ما يخشاه هذا الاحتلال الهمجي وعملاءه هو المقاومة وثقافة المقاومة لأنه يعرف كلياً ان الفلسطيني لدي ما يحيى من أجله ولديه القوة للموت من اجل الحياة .. حياة القضية والوطن .
يولد الطفل الفلسطيني ثائراً مقاتلاً مقاوماً يعلم بأن عدوه لا يفهم لغة السلام ويعي جيداً في اعماقه بأن لا سلام مع المحتل وبأن الحل الوحيد يكون ضمن خيارين إما أن يرحل الإحتلال بكافة عناصر “شعبه” واما أن تكون حرب التحرير طويلة الأمد هي العنوان، سنقاتل بالفكر والحجر والسلاح سنقاتل بكل ما نملك لأننا نعلم جيداً بأن #المقاومة_جدوى_مستمرة