كلمة الأمين العام د. سعيد ذياب في مهرجان احياء ذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض

كلمة الرفيق سعيد ذياب، أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في المهرجان الجماهيري الذي تم تنظيمه إحياءا لذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض. مساء الأربعاء 26 آذار 2025.
.. تعودنا واياكم أن نحيي هذه المناسبات، معركة الكرامة ويوم الأرض، فنحن نحيي قيم الشهادة والبطولة التي جسدها الشهداء والمقاتلين من جنود الجيش العربي الاردني والمقاتلين الفلسطينين ، لكي يبقى ماثلا بأذهاننا وأمام الاجيال كيف دافع الرجال عن الارض والكرامة لإفشال مخططات العدو الصهيوني.
وتزداد أهمية إحياء هذه الذكرى في هذا الوقت الصعب، حيث تتكالب كل القوى المعادية والتابعة والمرتبطة بهم لخلق أجواء من الإحباط واليأس وتشوية صور المقاومة ليحققوا أهدافهم الخبيثة.
سيل من الشهداء يرتقى كل يوم في فلسطين، في غزة، في لبنان، في اليمن العظيم…
أيها الحضور الكريم،
تشن الامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني حرب اجرامية شعواء تستهدف محور المقاومة بهدف تركيعة وفرض شروطها عليه، وفي الآن ذاته تمارس هذه القوى المعادية أقصى درجات الضغط على دول ما يسمى لمعسكر الاعتدال، وهو تعبير مخفف للدول التابعة بقصد ضمان خضوعها الكامل للترتيبات والسياسات الأمريكية.
هذا ما يفسر حالة الصمت الرسمي ازاء ما يجري في غزة، اليمن، والضفة الغربية ولبنان بل إن بعض الدول العربية تطوعت للمشاركة مع الأمريكي للبحث عن مخططات شبيهة لكنها أقل وطأة من أجل تسهيل عملية تمريرها وتطبيقها.
مانشهده أيها الأخوة، الرفاق الاعزاء والرفيقات.. ليس مجرد تخاذل بل وصل الأمر الى درجة الهوان والوهن وما يرافقه من فقدان الوزن يفوق التصور، انه الوهن حيث انكسار النفس بالخوف والضعف الذي تمكن بالأفراد والجماعات كنتاج للدور الوظيفي لهذة الأنظمة.
بالصدفة شاهدت فيديو للرئيس جمال عبد الناصر، يقول فيه “المشكلة ليست في سيناء التي يمكن أن نأخذها بالمفاوضات، المشكلة بوجود الكيان الصهيوني وخطرة على الأمة”. وايضا في مقولة لماركس “إن شعبا محتل لا يسعى الى حمل السلاح واستعمالة ومقاتلة عدوه هو شعب لا يستحق أن يعامل الا معاملة العبيد”.
أيها الحضور الكريم، عادت اسرائيل الى استكمال حربها الاجرامية على قاعدة التدمير والقتل والتهجير في ظل رؤية متناغمة متكاملة مع الرؤية الامريكية، وبدأ الكيان في تطوير استراتيجيتة في منع تبلور أو تشكيل اي قوة قادرة على مواجهة هذا الكيان، وهذا ما يفسرحملته على الضفة الغربية ومحاصرة الكتائب في جنين وطولكرم ونابلس وطمون.. لأن ظاهرة الكتائب شكلت ظاهرة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني اقلقته وأقلقت السلطة العملية القابعة في رام الله.
والمخطط الثاني في الاستراتيجية الصهيونية سعيها لتشكيل مناطق عازلة جنوب لبنان بشكل واضح، وجنوب سوريا المحتل، حتى في الأردن بانشاء جدار عازل ليقطع أي فرصة أو نمو قوة ممكن أن تشكل خطرا عليه.
أيها الحضور الكريم، عندما نسينا أو تناسينا أن الوطن العربي في دائرة الاستهداف الاستعماري منذ القرن الماضي بسبب موقعه الاستراتيجي وإمكانياتة الكبيرة وما تكتنزه الأرض من باطنها من ثروات ثمينه، هذا التغافل العربي أطلق يد قوى الاستعمار العربي والصهيوني لتقسيمه.
وبالتالي تكريس هذا الخضوع بالكامل.
ما نشهده الأن هو اعادة النظر بتلك السياسات التقسيمية لصالح خطط أشد فتكا وتدميرا وأعمق تفتيتا.
أيها الحضور والرفاق …
لقد عمل العدو على السيطرة علينا ليس فقط بالقوى الغاشمة المباشرة بل على امتلاك عقولنا من خلال تشويه وعينا وتشويه خياراتنا، وحرف بوصلتنا، والشاهد على ذلك ما نراه من كتاب احترفوا تضليل الشعوب وباعوا انفسهم بأسعار رخيصه وبدؤوا بالنيل من أمتهم مما يعرف بالذباب الالكتروني الذي يسعى إلى خلق الفتن والمناخات السلبية التي من شأنها أن تحد من أي تماسك للشعب وقدرته على الصمود.
كل هذه الصورة من أجل أن تمنعنا كقوى سياسية من توفير حالة الوعي لدى الجماهير وسط الجماهيرحتى تتمكن هذه الجماهير من امتلاك وعيها وحريتها وقدرتها على التصدي لاعدائها.
لقد ابتليت شعوبنا العربية بسياسات التجهيل والافقار والاستبداد ومصادرة الحريات ورسم السياسات ضد مصالحنا ومصالح الدولة.
لقد تحدثت عن السياقات العامة للوطن العربي ولو أردت التحدث عن الأردن فهو لم يخرج عن هذه السمات والواقع وعن ما تعيشه الأقطار العربية من فقر ومديونية وإرتهان للمؤسسات الدولية وغياب الرؤية الاستراتيجية ومصادرة الحريات العامة، واكبر دليل على ذلك بأننا تقدمنا بطلب للمهرجان لأن يكون بالساحة المقابلة للمكتب لنضمن مشاركة اكبر، منعنا المحافظ من اقامة الفعالية بالساحة الخارجية، وهذا مؤشر على التقييد في لحظة مصيرية ونحن في أمس الحاجة لرفع مستوى الوعي في هذه اللحظة لافشال هذه الهجمة.
لقد عملت هذه الانظمة على تعطيل وافشال كل المحاولات من اجل بلورة اطر العمل العربي المشترك وأطر العمل الوطني المحلي المشترك وساهمت في تغييب الرؤية، كل ذلك تجلى بسبب غياب الرؤية السليمة لبعض القوى السياسية وعدم قدرتها على تلمس مخاطر المرحلة وسيطرة النزعات الأنانية عليها. وقد تتجاوز تلك الحدود الى وصول بعض هذه القوى الى الاصطفافات على الضد من المصلحة الوطنية.
أيها الحضور الكريم
أردت ان اشير الى مايجري في غزة الأن من استغلال دنيء لما يعانيه أهلنا الان هناك من جوع وإبادة لخلق حراك شعبي لا يخدم الا العدو الصهيوني بل يستهدف ضرب المقاومة، وحين نقول ذلك نحن لا نقف ضد الشعب في التعبير عن رأيه ولكنه لا يجوز استغلال الضحية بما يخدم مصالح وأهداف الجلاد.
في الختام لا بد أن نتذكر رموز النضال من الشهداء في أمتنا العربية كلها وأذكر ببطل معركة الكرامة مشهور حديثة و عمر المختار رائد تحرير ليبيا من الاستعمار، جمال عبد الناصر صاحب المشروع الوطني، هواري بو مدين، ابو عمار، جورج حبش قائد حركة القومين العرب والجبهة الشعبية.. نذكر بعز الدين القسام ، ابو علي مصطفى، الشيخ أحمد ياسين، عمر القاسم
وللسيد اقدس الشهداء حسن نصر الله قائد حزب الله وقائد المقاومة