أخبار محلية

قمحاوي لـ نداء الوطن: الحكومة ارتضت الارتهان لصندوق النقد تحت ذريعة الاقتراض

أكد على أن تسمية الرزاز جاء بعد أن أثبت في مهامه السابقة التزامه بما يُطلب منه

حكومة الرزاز والاستعداد والجهوزية لتقديم ما يُطلب منها

نداء الوطن: جاءت تسمية الدكتور عمر الرزاز رئيساً للوزراء على خلفية احتجاجات شعبية واسعة، سقطت خلالها حكومة هاني الملقي، فمن أتى بالدكتور عمر الرزاز رئيساً للوزراء؟ ولماذا؟

جاء عمر الرزار الى الحكم من ثنايا وحواصل النظام الأردني ، وذلك بعد أن أثبت استعداده لتلبية ما يُطْلَب منه وهو ما فعله تماماً عند رئاسته للمؤسسة العامة للضمان الإجتماعي ومن ثم وزارة التربية والتعليم . أما خلفيته وكما نعلم جميعاً هو من أبناء البنك الدولي ومدرسة الليبراليين الجدد في النهج الإقتصادي.

الرزاز يمتلك القدرة والمؤهلات اللازمة لشغل المنصب الثاني أو الثالث ، ولكنه لا يملك من القوة والشكيمة ما يمكنه من شغل المنصب الأول أي منصب رئيس الوزراء، وبالتالي فإنه سوف يفشل في إحداث أي تغيير أو في فرض الولاية الدستورية للحكومة حتى ولو جزئياً ، ولا داعي للتوقعات أو الانتظار لان الرزاز بطبيعته إنساناً مسالماً لا استعداد لديه للقتال من أجل ما يؤمن به .

نداء الوطن: هل ترى أن لم يكن لدى الحكومة من خيارات سوى إقرار مشروع قانون الضريبة؟ وما هي الخيارات التي كانت أمامها؟

من الخطأ القبول بإدعاء الحكومة الأردنية أن لا خيار أمامها سوى زيادة الضريبة وفرض نظام الجباية الضريبي. ما يُطالب به صندوق النقد الدولي عادة هو تخفيض العجز في الموازنة ، وهذا التخفيض يمكن أن يتم من خلال ضغط النفقات، وهي عديدة  وكذلك وقف الهدر في قطاعات الدولة المختلفة. ويعتبر الهدر الناتج عن الفساد وسرقة المال العام من أهم مسببات العجز بالإضافة إلى نفقات أخرى مثل السفريات الرسمية وهي من أكثر البنود هدراً للمال العام ، ووقفها أو الحد منها إلى الحدود الدنيا أمراً محموداً ومطلوباً . أما رفع نسبة الضريبة ، فيمكن أن يتم حصره في المؤسسات التي تدر أرباحاًخيالية مثل البنوك والاتصالات و الإبتعاد ما أمكن عن جيب المواطن . وهذا الأمر مطلوب الآن خصوصاً في ظل الضغوط المرافقة للبطالة والغلاء وشح الدخل بالنسبة لمعظم المواطنيين .

نداء الوطن: هل تعتبر ان ضغوطات صندوق النقد هي سياسية بالأساس؟ وهل تعتقد أن لها ارتباط وعلاقة بصفقة القرن أو أدوار مطلوبة من الأردن في المرة القادمة؟

أعتقد أن ضغوطات صندوق النقد الدولي هي في الأساس سياسية وإن كان ظاهرها اقتصادي. وهذا الصندوق لا يملك جيشاً ولكنه يعتمد على انهيار منظومة الدولة الاقتصادية حتى يتسلل من خلالها الى المنظومة السياسية ويصبح متحكماً في المسارين الاقتصادي و السياسي للدولة المعنية . ويزداد نفوذ صندوق النقد الدولي مع ازدياد حاجة الدولة للقروض وللمزيد من القروض . في الحالة الأردنية فإن الفساد الكبير لم يَدَعْ من خيارات أمام الدولة الأردنية سوى الاقتراض وبالتالي مزيداً من الخضوع والتبعية لإدارة صندوق النقد الدولي ومتطلباته وطلباته الاقتصادية والسياسية ، ومن ضمنها بالطبع استحقاقات صفقة القرن ومتطلباتها من الأردن.

محمود عباس سيبقى خيار أمريكا طالما يعادي الكفاح المسلح

نداء الوطن: ننتقل إلى الشأن الفلسطيني، هل ما يزال محمود عباس شخصية مقبولة أمريكياً؟ وما هي مدى جدية القيادة المتنفذة في منظمة التحرير والسلطة، في مواجهة صفقة القرن؟

طالما بقي محمود عباس ملتزماً باتفاقات أوسلو وبالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي ومعاداته المطلقة لخيار الكفاح المسلح، فإنه سيبقى مقبولاً أمريكياً وإسرائيلياً، وكل ما نراه بخلاف ذلك هي بهلوانيات سياسية وإعلامية .

تقف السلطة الفلسطينية عاجزة الآن أمام الضغوط الإسرائيلية وغير قادرة أو راغبة في مقاومتها ، وبالتالي فإن موقفها من تفاصيل صفقة القرن يعكس إما قبولاً صامتاً ولو على مضض أو رفضاً لا قيمة له على أرض الواقع كون السلطة الفلسطينية هي في النهاية الأمر ظل للإحتلال .

نداء الوطن: كيف تنظر إدارة ترامب إلى حماس وغزة؟ وهل يقبل الأمريكان – في ظل الحديث عن تفاهمات بهذا الشأن – وجود ” دويلة ” في غزة تحكمها حماس ؟

إذا كان هنالك من إحتمال لإقامة دولة فلسطينية ، فإنها ستكون في غزة حصراً ودون أي امتداد إلى الضفة الفلسطينية أو أي علاقة بها . وأمريكا وإسرائيل قد تقبل بمثل هذه الدويلة كحل نهائي للقضية الفلسطينية وعلى شرط أن يؤدي ذلك إلى اغلاق ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد . وهذا الحل سوف تقبل به إدارة ترمب إذا ما قبلت به إسرائيل ، وهو أمر يبدو أنه في الطريق وقد يكون محطة النهاية في مسار صفقة القرن.

نداء الوطن: هل أصبحت المصالحة الوطنية الفلسطينية وراء ظهرنا؟ وكيف ترى آليات الخروج من هذه الأزمة غير المسبوقة التي تعيشها القضية الفلسطينية؟

نعم ، المصالحة الفلسطينية قد أصبحت وراءنا ، ولأسباب واضحة . المصالحة الآن تصطدم بالأمر الواقع ومناطق النفوذ والمصالح التي تمخضت عن تلك الفرقة . حماس لن تتنازل لفتح وفتح لن تقبل بحماس شريكاً حقيقياً . هذا بالإضافة إلى أن إستمرار الفرقة الفلسطينة – الفلسطينية تنسجم مع الرؤيا الإسرائيلية المستقبلية للتسوية والتي تميل إلى فصل غزة عن باقي الأرض الفلسطينية وإنشاء دويلة فيها .

إن بقاء السلطة لن يسمح بأي مصالحة فلسطينية – فلسطينية . وإلغاء السلطة أو حلها سوف يشكل المدخل لمثل تلك المصالحة والتي إن حصلت ، ستكون مؤشراً مبكراً على فشل الخطط الإسرائيلية لإغلاق الملف الفلسطيني . ولكن العوامل المُحَفِّزَة لبقاء السلطة بما في ذلك المستفيدين منها  والإسرائيليين والأمريكان ، سوف تحول دون أي جهد حقيقي سواء لحل السلطة أو لإتمام مصالحة حقيقية فلسطينية – فلسطينية .

السيرة الذاتية للدكتور لبيب قمحاوي

  • دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة لندن .
  • أستاذ العلوم السياسية – الجامعة الأردنية / سابقاً .
  • عضو مجلس أمناء المنتدى العربي .
  • عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لمكافحة الفساد .
  • عضو مجلس أمناء منظمة المساعدة القانونية للفلسطينيين .
  • الناطق بإسم الجبهة الوطنية للإصلاح سابقاً / الأردن .
  • عضو اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني الأردني 1989 – 1990 .
  • نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الأنسان في الأردن سابقاً .

نستضيف في هذا العدد من نداء الوطن، الكتاب والمحلل السياسي الدكتور لبيب قمحاوي الناطق باسم الجبهة الوطنية للإصلاح سابقاً. حيث نتطرق  للحديث حول حكومة الدكتور عمر الرزاز ومقومات استمراريتها، وقدرتها على تسويق مشروع قانون ضريبة الدخل.

كما نتطرق إلى الملف الفلسطيني، وحديث حول صفقة القرن، والمصالحة الوطنية الفلسطينية ومصير القضية الفلسطينية في ظل كل هذه الأوضاع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى