قراءة أولية للخارطة الانتخابية في محافظة إربد
بعد إقفال باب الاعتراضات في على كشوفات الناخبين، والتي استمرت لأسبوعين، بدأت ملامح وبوادر تشكيل القوائم الانتخابية في محافظة إربد تظهر تدريجياً، حيث بقيت أسماء لنواب سابقين تظهر وتتداول في الشارع الانتخابي الاربدي، إضافة إلى ظهور مرشحين سابقين لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى البرلمان سابقاً، وآخرين يخوضون تجربة الانتخابات البرلمانية لأول مرة.
بعض العشائر وفي ظل حدة المنافسة وقانون الانتخاب القائم على القوائم الانتخابية، آثرت عدم تشتيت أصواتها وذلك من خلال الإجماع على مرشح واحد للعشيرة، سواء كان ذلك عبر التوافق، أو من خلال الانتخابات الداخلية، وذلك لرفع فرصة العشيرة في الحصول على المقعد النيابي.
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يعلن أي من المرشحين المحتملين عن قوائمهم الانتخابية، كما لم تظهر أو تعلن قائمة حزبية في محافظة اربد، ولكن هناك قوائم بدأت تظهر ملامحها ومشكّلة من مستقلين قوميين ووطنيين وشيوعيين سابقين، ولكنها قيد التشكيل .
إضافة إلى تداول الشارع الانتخابي الإربدي الحديث عن تشكيل قائمتين من الاتجاه الاسلامي أو ستأخذ إحداهما الصبغة الإسلامية.
أما عن النشاط الانتخابي في مخيم اربد كونه يعتبر ثقلاً انتخابياً لا يستهان فيه، فهناك أسماء تطرح لمخاتير وشخصيات عامة في المخيم، إضافة إلى البُعد العائلي العشائري في توزيع الأصوات أو الإجماع على بعض المرشحين .
أما عن باقي مناطق المحافظة، أي الدوائر الأخرى، فما زالت مبهمة والصورة غير واضحة، رغم وجود اجتماعات للتوافق على الترشيح وتشكيل قوائم تكون مشتركة بين أبناء العشائر، حيث أن الدوائر الأخرى تشمل قرى وبلدات تقطنها عشائر متعددة، ما قد يؤدي إلى تفتيت القاعدة العشائرية حسب نظام القوائم.
أما دائرة إربد الأولى، ما زالت تشكيل القوائم تراوح مكانها لصعوبة التوافق على تشكيل القوائم، ولكثرة الأسماء المتداولة منها ما هو معروف وغير معروف، إضافة إلى صعوبة الاتفاق على برنامج للقائمة من قبل مرشحيها، وحسب التوقعات، فإنه ومع اقتراب موعد فتح باب الترشيح، من المتوقع أن يفوق عدد القوائم في الدائرة الأولى في إربد، العشرة قوائم .
ويشهد الشارع الانتخابي الإربدي غياب الحماسة الكافية لدى غالبية الناخبين للانتخابات القادمة، وذلك نتيجة تراكمات أداء المجالس النيابية السابقة.
ولكن يبقى البُعد العشائري هو المسيطر على الخارطة الانتخابية في محافظة اربد، في ظل غياب الدور الحقيقي للأحزاب، وخاصة اليسارية والقومية، في الثأثير على الناخب العادي، ولهذا أسباب كثيرة ليس محلّها هذه المقالة .