أخبار محلية

في ندوة للوحدة، العبادي وذياب: المصلحة الأردنية هي مع الدولة السورية المستقرة والموحدة

في ندوة نظمتها دائرة الإعلام في حزب الوحدة

العبادي وذياب: المصلحة الأردنية هي مع الدولة السورية المستقرة والموحدة

 

نظمت دائرة الإعلام في حزب الوحدة الشعبية ندوة بعنوان “المستجدات في الإقليم والتواجد العسكري الروسي في المنطقة”. وفي بداية الندوة أكد الدكتور موسى العزب الذي قدّم للمحاضرين أن روسيا التي ولأول مرة تشارك قواتها بعمل خارجي، مشاركة فعّالة ومباشرة وواضحة ومعلنة الأهداف، وهذا التواجد العسكري، واجه ردود فعل مختلفة منها ما هو عنيف جداً ومنها مؤيد ومنها كان بنتظر حتى يحدد موقف ولكن في الواقع كان التفاعل كبير على كافة الصعد العالمية وعلى المستوى السياسي وأدت إلى إصطفافات سياسية مختلفة.    

ذياب: – المصلحة الأردنية لا تكمن بالوقوف مع أمريكا، المصلحة الأردنية تكمن في الوقوف مع الدولة السورية للحفاظ على استقرارها

–       وسائل الإعلام الرجعية والإمبريالية تصور أن الذي يجري في المنطقة وكأنه غزو صليبي أرثوذكسي دعماً للصفويين والشيعة والعلويين ضد السنة

–   بإسم الديمقراطية دمروا العراق، وبإسم الديمقراطية يجري تدمير سورية، دون أن يعني أن الشعوب لا تريد الديمقراطية

–       روسيا بهذا التدخل بدأت عملية هدم للنظام الدولي الأحادي القطبية لتبدأ عملية البناء لنظام دولي متعدد الأقطاب

في مداخلة الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية، لفت إلى أننا لم نرَ حالة من الانقسام في وجهات النظر والآراء كما نعيشها الآن في هذه المرحلة، ما أن بدأ القصف الروسي للمجموعات الإرهابية، حتى بدأت وسائل الإعلام الرجعية والإمبريالية تصور أن الذي يجري في المنطقة وكأنه غزو صليبي أرثوذكسي دعماً للصفويين والشيعة والعلويين ضد السنة، هكذا بدأ تصوير الصراع عبر الزج في ذهن الناس بهذه الرؤية وهذا شيء خطير جداً.

ولفت ذياب إلى “أننا كنا ولا نزال نعاني من الاستخدام للجماعات الإسلامية لضرب كل مشاريعنا، هناك فرق بين مرحلة وأخرى، ومن يريد أن يتأكد فليرجع قليلاً إلى فترة السبعينات والثمانينات، والاستخدام المذهل والسيء للاتجاهات الدينية لمواجهة الفكر القومي واليساري وتوجيهه بعد ذلك لقضية الجهاد والصراع مع الاتحاد السوفييتي في تلك الفترة”.

هذا يقودنا إلى السؤال الأبرز، كيف نفهم المشاركة الروسية في الصراع الآن؟

أنا لا أعتقد أن بمقدورنا فهم المشاركة الروسية بعيداً عن فهم جوهر الصراع الدائر في المنطقة. ونخطئ كثيراً إذا ما دققنا في ما هو جوهر الصراع!

وأشار إلى أننا في هذه اللحظة نشهد دخول الدول الإمبريالية في قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأنا لست ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن هذه الشعارات تم استغلالها من قبل الدول الاستعمارية لتمرير مخططاتهم والسيطرة علينا ونهب ثرواتنا، وهذا هو أساس جوهر الصراع.

حاولوا تبرير الصراع الدائر الآن وبإسم الديمقراطية دمروا العراق، وبإسم الديمقراطية يجري تدمير سورية، دون أن يعني أن الشعوب لا تريد الديمقراطية، ولكن هذا أدى إلى اصطفافات كاذبة.

وأكمل “جوهر الصراع هو تقسيم المنطقة، وقطع الطريق على أي نهوض عربي، قطع الطريق على القوى العلمانية والتقدمية والديمقراطية التي تريد أن تتحرر، وإلا كيف نفهم آلاف ما يسمى بالثوار وهم من كل أنحاء العالم، ما يقومون به من تدمير للآثار وقتل ممنهج للعلماء.

وأردف ذياب قائلاً “هناك علاقات إستراتيجية بين روسيا وسورية منذ عشرات السنين، وبالتالي عندما نقرأ التدخل الروسي، يجب أن يفهم كذلك في سياق العلاقات التاريخية.

سوريا تواجه عدوان دولي، حرب دولية، ولكن نحن نخدع أنفسنا وكل هذه الجوقة العربية تزوّر التاريخ وتخدم الإعلام الغربي. وعادة الدول الحليفة تطلب مساعدة بعضها البعض، وكمثال فرنسا من الذي حررها، أليس حلفائها!!

ويضيف “الروس بذلوا منذ فترة جهود عديدة للوصول إلى حل سياسي، ولكن الغرب دلّل بأنه لا يريد حلاً سياسياً. الغرب يريد تدمير سورية وفلسفة هذه الحرب وهي من نوع الجيل الرابع من الحروب، هو استنزاف قدرات الدول لحين سقوطها وتصبح جاهزة للشروط والإملاءات الغربية.

الروس أصبحوا يتلمسون الخطر الحقيقي على وجودهم من استمرار هذه الحرب، فوجدوا أنه من الأفضل بالنسبة لهم ضرب المجموعات الإرهابية التي تشكل عليهم خطراً في المستقبل عند رجوع الإرهابيين وخصوصاً الشيشان لبلادهم، فيجب القضاء عليهم في سورية دفاعاً عن موسكو”.

وفيما يتعلق بالعامل الإقتصادي، نوه ذياب إلى أن روسيا ومنذ فترة استعادت عافية اقتصادها وبدأت بتقوية وجودها العسكري، والدور الأمريكي كقطب وحيد لم يعد قادراً وقبضته بدأت تتراخى وهناك قوى في العالم بدأت تفرض نفسها وتطرح أن من حقها المشاركة في حل المشكلات الدولية، والأبرز بين هذه الدول هي روسيا.

وروسيا بهذا التدخل بدأت عملية هدم للنظام الدولي الأحادي القطبية لتبدأ عملية البناء لنظام دولي متعدد الأقطاب الذي سيفرض أفولاً أمريكياً وخلق نظام دولي جديد مثلما حصل بعد الحرب العالمية الثانية.

وفيما يتعلق بالموقف الرسمي الأردني، أكد الدكتور سعيد ذياب أن الأردن يقف في المنطقة الرمادية لحين انتظار النتائج. إلا أنه أشار إلى أن المصلحة الأردنية لا تكمن بالوقوف مع أمريكا، المصلحة الأردنية تكمن في الوقوف مع الدولة السورية للحفاظ على استقرارها، وعدم فتح الحدود للجماعات الإرهابية للذهاب إلى سورية. ولكن مؤخراً بدأ تحول في الموقف الأردني وهذا أحسن من لا شيء.

د. ممدوح العبادي: – تجري في سورية حرب بالوكالة بين جناحين، الجناح الإيراني العراقي السوري الروسي الصيني، والجناح التركي السعودي القطري الأمريكي الإنجليزي الفرنسي.

– المفارقة هي أن معظمنا لا يعرف شيئاً عن الشيعة، ويقول هذا الشعب بأن الشيعة هم السبب في دمارنا.

– الأمريكان سيبقون على حافة الحرب ولن يستطيعوا العمل عسكرياً والدليل على ذلك بأنهم منذ سنة لم يحققوا (10%) مما حققه الروس منذ (10) أيام.

– الأردن من صالحه بأن تكون بجانبه دولة مستقرة وليست دولة مجهولة

د. ممدوح العبادي الوزير والنائب السابق أشار في مداخلته إلى أن المظاهرات السلمية بدأت في سورية وبدأ عسكرتها في نفس الوقت بالمظاهرات السلمية، والأقوال بدأت من بدأ بالطخ، والذين بدأوا بالسلاح من المعارضة السورية هم الاخوان المسلمين، لأنهم جماعة منظمة مدربة ويمتلكون الإمكانيات وعندهم القدرة على  التحرك بسرعة، بقية الناس كانوا حراكاً سلمياً غير منظم وغير مؤطر.

فبدأ الوضع السوري ومن حوله يتمحور بفتح ساحات حروب بالوكالة بين جناحين، الجناح الإيراني العراقي السوري الروسي الصيني، والجناح التركي السعودي القطري الأمريكي الانجليزي الفرنسي. كانت النتيجة تشتت الشعب السوري.

 وأشار إلى أن هنالك شخص إسمه برنارد لويس يلقبونه بالمفتي للأمريكان الجدد، بوش ومجموعته، هذا الرجل صاحب نظرية تقول بتقسيم الوطن العربي إلى 60 دولة، وأن المعركة القادمة ليست بين العرب و “إسرائيل”، وبالتالي نحن يجب أن نوجه نظرنا على فارس وخلق من فارس وإيران عدو، ويرى هذا المفتي أن علينا نحن كعرب ومسلمين أن نشتغل ضد الفرس.

وأشار العبادي إلى أن المفارقة هي أن معظمنا لا يعرف شيئاً عن الشيعة، ويقول هذا الشعب بأن الشيعة هم السبب، وهذا ناتج عن غسل دماغ حقيقي، والإعلام اليوم قادر على غسل الدماغ بهذا الاتجاه للأسف.

ولفت إلى أن كل هذا الفرح ببداية الربيع إرتدّ علينا، هذا الإرتداد وهو عنوان المعركة الآن ويمكن أن تكون المعركة الفاصلة في مستقبل الربيع العربي الذي حدث، هل سيذهب ليكون ربيعنا نحن، أم ربيعهم كمستعمرين!؟ هذه المعركة الفاصلة، أنا أعتقد أن رحاها يدور على سورية، الآن مفصلنا سورية، ماذا سيحدث…؟! 

ونوه وزير الصحة الأسبق إلى أنه وبعد أفول نجم النهوض العربي بعد (67)، بدأت تتساقط الأمور، منذ السادات وجرّ، فلم يبقى للاتحاد السوفييتي أو روسيا الجديدة (حتى بغداد سقطت) إلا بلد مثل سورية، لذلك روسيا عندما تفكر بمصلحتها الحقيقية بسورية كي تحافظ روسيا على تواجدها في المياه الدافئة لم يتبقى لديها إلا سوريا.

وأردف “أيضاًهناك مصلحة حقيقية لروسيا وهو الغاز القطري الذي كان مخططاً أن يذهب لأوروبا عن طريق سورية ويقضي على الغاز الروسي. هذه السنتين معركة إسقاط الروبل من خلال السعودية والخليج بتخفيض سعر البترول، والأهم من ذلك وجود مسلمين أتوا من دول من مثل الشيشان وبالآلاف والآن يحاربون في سورية وغداً سيرجعون إلى روسيا لتنفيذ عملياتهم التفجيرية”.

وبالتالي كل هذه المصالح المشتركة بين روسيا وسورية، جعلت روسيا تفكر جيداً ماذا تفعل!؟

طريقة روسيا عندما دعت منذ أشهر، إلى تحالف ضد الإرهاب، ودعت كل من تركيا والسعودية والأردن وإيران، هذا التحرك الروسي كان آخر خطوة روسية ولا أعتقد بأن روسيا تمانع بأن تحضر المعارضة الديمقراطية السلمية. الآن هناك دول مع (الدول التي أصبحت في غرفة عمليات بغداد). مع التوجه الروسي، وأعتقد أن الصين ودول البريكس مع هذا التوجه الروسي لمحاربة الإرهاب.

وهناك طرف آخر مهم أولاً الولايات المتحدة الأمريكية، انا أعتقد بأنها صدمت وارتبكت، شخصية أوباما مدنية سياسية وليست عسكرية (ديمقراطي وليس جمهوري) لكن هو بنى مجده وجاء ونجح بالانتخابات على أساس سحب الجيش الأمريكي من أفغانستان والعراق.

وأعتقد بأن الأمريكان سيبقون على حافة الحرب ولن يستطيعوا العمل عسكرياً والدليل على ذلك بأنهم منذ سنة لم يحققوا (10%) مما حققه الروس منذ (10) أيام.

 وبالنسبة للموقف الأردني، أكد العبادي أن ” إسرائيل ” والأردن من صالحهم بأن تكون بجانبهم دولة مستقرة وليست دولة مجهولة.

وختم مداخلته بالتأكيد على أن المستقبل ينبئ بأن هناك دولة قوية هي روسيا موجودة في المنطقة وخصوصاً بعد إعادة العلاقات بين مصر وروسيا. معرباً عن تفاؤله بعودة العلاقات السورية المصرية خصوصاً مع وجود المصالح المشتركة والعدو المشترك (الاخوان المسلمين والإرهاب التكفيري).

دائرة الإعلام

حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني

عمان في 13 تشرين الأول 2015

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى