في ندوة حول حرية العمل الطلابي في ظل جائحة كورونا: إدارات الجامعات تُغيّب اتحادات الطلبة وترفض الحوار معهم
الطرح الحكومي بتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية يتناقض مع واقع تقييد حرية العمل الطلابي داخل الجامعات
القوى الطلابية تطالب برفع القيود عن حرية العمل الطلابي وتفعيل اتحادات الطلبة المعطلة
نظمت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” ندوة تحت عنوان ” حرية العمل الطلابي في ظل التعلم عن بعد” وذلك ضمن سلسة الندوات التي نظمتها الحملة ضمن برنامجها بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لانطلاقها، وأدارت الندوة الإعلامية رانيا الشلبي ، وشارك فيها الدكتور محمد أبو رمان وزير الثقافة والشباب الأسبق وكل من الطالب محمد الفقيه من كتلة التجديد الطلابية والطالب عبد الله نشوان من كتلة تشارك ، الطالب عبد الرحمن من كتلة الكرامة والطالب منتصر رحال من كتلة العودة.
وأشار عضو كتلة التجديد في جامعة البتراء الطالب محمد الفقيه إلى أن إدارات الجامعات ترى أن وجود القوى الطلابية معرقل لقراراتها وأن الجامعات الأردنية استغلت غياب القوى الطلابية وغياب الطلبة عن الحضور الوجاهي داخل الحرم الجامعي لتمرير عدة قرارات مالية كرسوم التسجيل الباهظة التي تحددها في الجامعات الخاصة والتي تتراوح أسعار رسوم التسجيل في أغلبها بين ٣٥٠-٤٠٠ دينار وأن مطلب الطلبة أثناء التحول إلى التعلم الإلكتروني تمثل في تخفيض أو إلغاء رسوم التسجيل لعدم الاستفادة منها.
وأضاف الفقيه أنه نظراً لتداعيات فيروس كورونا اقتصرت ألية التصعيد الطلابي على متابعة قضايا الطلبة إلكترونياً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي أضعف قوة وتأثير هذه التحركات في مواجهة سياسات إدارات الجامعات.
من جهته لفت عضو كتلة تشارك في جامعة العلوم والتكنولوجيا الطالب عبد الله نشوان إلى أن إدارة الجامعة اتخذت من الوضع الوبائي وعدم تواجد الطلبة داخل الحرم الجامعي ذريعة لتغييب اتحاد الطلبة. مضيفاً أن الجامعة غير معترفة بإدارة الاتحاد التي تم انتخابها قبل ظهور فيرس كورونا بأسبوع واحد بسبب عدم تأدية اليمين على الرغم من ذهاب أعضاء الهيئة الإدارية كافة إلى الجامعة لتأديته ولصرف مستحقاته المالية إلا أن الجامعة رفضت ذلك ولم تعترف بعدها بإن الاتحاد والكتل الطلابية جهة رسمية.
وأكد أن الكتل الطلابية رفعت العديد من الكتب إلى الجامعة وعملت على مقابلة ومخاطبة رئيس الجامعة وعمادة شؤون الطلبة ووزارة التعليم العالي بما يتعلق ببعض التحديات والقضايا التي واجهتها خلال التعلم عن بعد من طرق تقيييم المدرسين للطلبة وقضية الرسوم التي يدفعها الطالب دون الاستفادة منها، ولكن دون أن تجد أي آذان صاغية.
وقال عضو كتلة كرامة في الجامعة الأردنية الطالب عبد الرحمن الأسمر أن العمل الطلابي قبل ظهور الجائحة كان ينظم تحركات داخل الحرم الجامعي، وإن كانت هذه التحركات في تصادم فهي في تصادم إيجابي لمصلحة الطالب، ولكن ومنذ بداية الجائحة أصبح التعامل ما بين القوى الطلابية والجامعات هو تعامل مبني بشكل تام على الجانب المادي وغياب التواصل بينهم وأن الجامعات استغلت الجائحة أفضل استغلال لطمس هوية العمل الطلابي وإحلال إتحاد الطلبة وتقييد حريات الطلبة وتحويلهم إلى لجان التحقيق.
ولفت إلى أنه كان من بين الطلبة الذين تم تحويلهم إلى لجان التحقيق في الجامعة الأردنية واتهامه بالإساءة إلى الجامعة، وذلك على خلفية تعليق له على الفيس بوك على صفحة عمادة شؤون الطلبة مشيراً إلى أن تعليقه تضمن آية قرآنية ” اللهم أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها”.
من جهته، أشار عضو كتلة العودة في الجامعة الأردنية الطالب منتصر رحال إلى أنه في ظل غياب التواصل المباشر مع إدارة الجامعة وعمادة شؤون الطلبة لحل المشاكل التي واجهت الطلبة خلال التعلم عن بعد، قامت الكتل الطلابية في الجامعة الأردنية بخلق أساليب جديدة تعبر عن رفضهم لبعض القرارات ومساعدتهم في انتزاع حقوقهم المشروعة من إدارة الجامعات بعد افتقادهم للتحركات الميدانية والاعتصامات المفتوحة بسبب ظهور فيروس كورونا ووجود قوانين الدفاع كأسلوب اللجوء إلى الإعلام.
وأوضح رحال أن القوى الطلابية في ظل أزمة كورونا قامت ببعض التحركات الميدانية وتنظيم وقفات احتجاجية ملتزمة بأوامر الدفاع نظراً لمدى تأثير هذه التحركات في ظل الظروف السائدة معتبرًا أنه أسلوب وأداة ضغط جيدة تجبر إدارة الجامعات على تحقيق مطالب الطلبة وأن الكتل الطلابية في الجامعة تعمل على التصعيد من خلال حملات إلكترونية وفعاليات تحمل أسماء لمطالب الطلبة ضمن التحركات ميدانية.
ومن جانبه قال وزير الثقافة والشباب الأسبق الدكتور محمد أبو رمان أن مسألة الحريات مسألة نسبية وليست مطلقة لوجود جوانب ذات منسوب جيد ووجود جوانب ذات منسوب أقل من الحريات، خاصة ونحن نتساءل اليوم عن غياب النخب السياسية وفقدان الأردن لها، وعن أزمة البدائل الموجودة وهي نتيجة طبيعية لإغلاق الجامعات للعمل السياسي والعمل الحر وتضيق مساحة التعبير مشيراً إلى وجود جامعات لا تزال دون اتحادات طلابية ووجود طلاب يعانون عند التعبير عن رأيهم .
وأكد على وجود تناقض في رسائل الدولة لتحدثها عن الإصلاح السياسي وعن اندماج الشباب في العمل العام وفي الحياة العامة، في مقابل تقييد لحرية العمل الطلابي داخل الجامعات. لافتًا إلى أنه على الدولة أن لا تقدم رسائل مزدوجة وأن تحسم موقفها تجاه هذه المسألة، وأنه لا بد من تأمين بيئة كاملة مستقلة أمنة للطلبة في الجامعات بحيث يكون هنالك حوارات سياسية وحريات أكاديمية وعلمية يستطيع الطلبة من خلالها تطوير إمكانياتهم وقدراتهم وأن هذا جزء هام من تطوير منظومة التعليم الجامعي الأردني.
وطالب أعضاء الكتل الطلابية في ختام الندوة بإعطاء الحرية للقوى الطلابية والشارع الطلابي وتفعيل دور الإتحادات الطلابية وسماع كلمتهم ومطالبهم وتفعيل الحوار بين القوى الطلابية وإدارة الجامعات وتخفيف التضييق الذي يواجهونه وتعديل قوانين وتشريعات تأديب الطلبة ووجود قانون انتخاب مجالس طلابية عصري وإلزام الجامعات بوجود مجالس طلابية تمثل الطلبة وإتاحة المساحة المناسبة للطلبة من قبل إدارة الجامعات للتعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم في الطرق المناسبة ووجود حملات توعوية للطلبة لتجذبهم إلى العمل الطلابي والانخراط فيه.
الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”
12 نيسان 2021