في ذكرى يوم الأرض.. المقاومة جدوى مستمرة
حتمية التاريخ التي سطرها الشعب الفلسطيني عبر التاريخ، ولسنوات طويلة من الصراع لا تثبت سوى حقيقة واحدة فقط، هذه القضية لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال، وانتهائه عن أرض فلسطين التاريخية.
ولكنه زمن الانهزام وتطويع الشعوب، زمن التطبيع وتجويع الشعوب، زمن رغم أن هناك على ضفة أخرى شعب ما زال يروي الأرض بالدماء، ويزلزل جدران سجون الاحتلال بصمود أسراه، هناك في الضفة الأخرى مازال الحجر صامدا، والبيت الذي يهدم يحمل بين رماده قصص المقاومة والبطولة. مازالت الأرض تُعطي ثمرا، وتحضن أشلاء الشهداء فيزهر اللوز عودا أخضر يبقى ونبقى نحن أيضا.
تمر ذكرى يوم الأرض هذا العام مختلفة، الكثير من التناقضات، وغياب المشروع التحرري الشامل هو غيمة سواد تلف البلاد. ما بين انتخابات الكنيست وانتخابات سلطة أوسلو، وتراجع دور الفصائل المقاوم خاصة اليسار منها، نجد أن ذكرى يوم الأرض تمر في واقع سياسي باهت، فحتى الشعارات أصبحت باهته فارغه من العمل.
في زمن التيه والتراجع، ورغم أننا من والى الجماهير، إلا أن جماهيرنا أصبحت تائهة بفعل الانقسام، بفعل أوسلو، أدماها التنسيق الأمني، وأوجعتها سجون السلطة كما سجون الاحتلال. تندفع باتجاه محاولة الخروج من أزمة وطن الى المشاركة في الانتخابات الفلسطينية التي نجهل نتائجها، ولا نشك بأنها ليست قرارا فلسطينيا مُلحّا، وكلنا أمل أن تجد الفصائل الفلسطينية المنهكة لها مخرجا من الانقسام والتشرذم وعموم حالة التراجع، تندفع الجماهير باتجاه الحلول المنقوصة بسبب غياب حلولٍ شاملة وجب طرحها.
في زمن التيه تمر علينا ذكرى يوم الأرض بمزيد من التشرذم والانقسام، فكل الدلائل تشير الى تعدد القوائم الانتخابية وغياب التوافقات التي كنا نطمح لها. وغياب قائمة يسار موحده هو الحدث الأبرز للانتخابات المرتقبة.
في ذكرى يوم الأرض هذا العام نبارك جهودا مقاومة فاعلة في ام الفحم، تُبرق لنا بالأمل، وتصرخ أن لا سبيل لنا إلا المقاومة.
هذه هي الحتمية التي نتمسك فيها، ونبقى على عهدها، مهما تغيرت الظروف، وتاهت البوصلة لابد من حدث جلل، يثبت أن المقاومة جدوى مستمرة.