لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
ثقافة وأدب

في حوار مع نداء الوطن: الفنان كمال خليل : الأغنية العربية الآن في واد والناس في واد آخر

بلدنا النار والثورة سقف البيوت.. بهذه الكلمات التي صدح بها الفنان كمال خليل في أولى حفلاته عام 1977 حيث انطلقت فرقة بلدنا لتكون صوت النّاس والقضية المركزية. كمال خليل الفنان الفلسطيني المثقف بين الاعتقال والمنع والتعذيب، ورحلة طويلة قاربت الأربعين عاماً في الفن الملتزم والأغنية الوطنية الانسانية، حدّثنا عن كل هذا حين التقينا به وكان الحوار التالي..

نداء الوطن: في عام 1977 ماذا كنت ترى حين قررت مع الفنان وضاح زقطان تأسيس فرقة بلدنا؟
كمال خليل: فرقة بلدنا تأسست على فكرة كانت تراودنا قبل ذلك التاريخ بكثير وكانت الفكرة أن نقدم أغنية مختلفة عما كان سائداً تلك الأيام، وعندما أتيحت لنا الفرصة لتشكيل فرقة كان التشكيل الأساسي للفرقة حوالي عشرين طفلاً وطفلة ينتسبون لنادي صيفي للأطفال “جمعية السيدات العاملات في الرصيفة” وهنا أخذنا باتجاه تقديم مجموعة من أغاني الأطفال تتحدث عن حب الوطن والانتماء له قدمناها في الإصدار الأول للفرقة عام 1979. وصدف أن ذكرت مصطلح بلدنا في كل الأغاني تلك، فكان اسم الفرقة “فرقة بلدنا”.
نداء الوطن: هل حققت مع فرقة بلدنا أحلامك الفنية بعد 39 سنة من الغناء والتلحين ؟
كمال خليل: لا شك أن مسيرة فرقة بلدنا كانت وفقاً لما حلمت به منذ التأسيس، ولكن ما حققته مع الفرقة لم يكن كل ما حلمت به، فأعتقد أنه كان الإمكان أفضل مما كان.
على صعيد التلحين والأغاني التي أنجزتها، أنا راضٍ عما تم تحقيقه، ولكن على صعيد نشر تلك الأغاني وتسجيلها وتقديمها للجمهور، يمكن أن يكون الوضع أفضل، لأن غالبية الأغاني لم تأخذ حقها من التسجيل والانتشار ولو حتى على صعيد موقع اليوتيوب أو الكاسيت أو السي دي.
نداء الوطن: كيف أثرت قناعاتك وانتماؤك السياسي على اختيار الأغاني؟
كمال خليل: فرقة بلدنا كمشروع فني لم يكن فني بحت، فهو بالأساس مشروع نضالي بقالب فني، لذلك أساس المشروع هو تقديم أغنية ملتزمة بالهم الوطني، وعليه فإن مضمون الأغاني سوف يتم تقديمها من خلال هذه الفرقة وسوف يتناول الهم الوطني ومن منظور فكري يحمل الموقف الذي أتبناه وهذا ما سيعكس موقفي السياسي والأيديولوجي من خلال كلمات الأغاني والقصائد التي سأغنيها.
نداء الوطن: كيف يرى كمال خليل دور الأغنية الملتزمة في خلق الوعي الحقيقي لدى الملتقي؟
كمال خليل: الأغنية باعتقادي هي أفضل وأسهل وأسرع وسيلة يمكن من خلالها توصيل أي رسالة لأكبر عدد من الناس لسهولة وصولها للناس وسهولة توصيلها لمضمونها وديمومة تكرار العملية من خلال تكرار الاستماع لها من خلال الوسائل المتعددة، في الإذاعات والمحطات الفضائية والكاسيت والسي دي، لذلك يسهل توصيل الأفكار والموقف بقالب فني جميل يتفوق على الخطاب السياسي والمنشور والمقال الصحفي.
نداء الوطن: تعاملت مع الكثير من الشعراء العرب من كان الأقرب إليك؟
كمال خليل: كل الشعراء الذين غنيت لهم أصدقائي ولكن الشاعر إبراهيم نصرالله كان شريكاً أساسياً في مشروع بلدنا فهو لم يكن مجرد شاعر كتب أغنية وغنيتها كان بالأساس مفكراً ومنظراً للفرقة شريكاً أساسياً في ما سنقول في هذا الموضوع وماذا سنغني لهذا الموضوع وما هو موضوعنا القادم.
نداء الوطن: هل الأغنية الملتزمة قادرة على خلق الفعل أم أنها تتعامل مع ردات الفعل الموجودة في الشارع؟
كمال خليل: هذا يتوقف على ما ستقوله الأغنية وما ستحمله من موقف يمكن أن تتضمن موقفاً انفعالياً عاطفياً كردة فعل على ما يحدده الشارع وتلعب دوراً تنفيسياً بالبكاء على الواقع السيء واستجداء التعاطف مع الضحية ويمكن أن تحمل موقفاً صلباً تحريضياً تثويرياً يستنهض الهمم ويشحن الشارع بشحنة إيجابية تساهم في تثوير الجماهير للانتصار لحقوقها وتحمل في كلماتها حلولاً منطقية وموضوعية لإنارة الطريق أمام الجماهير لاستغلال إمكانياتها البسيطة في الدفاع عن حقوقها ومواجهة أعدائها.
نداء الوطن: كيف يقيم الفنان كمال خليل وضع الأغنية العربية الآن؟
كمال خليل: الأغنية العربية هذه الأيام أغنية سلبية من حيث المضمون لأنها في واد والناس في واد آخر، فالجماهير العربية من المحيط إلى الخليج تعيش حالة بائسة من الانقسام وفقدان البوصلة والأغنية تتحدث عن الحب والسعادة ولا تتطرق لما يتعرض له الإنسان العربي من تهميش واستخفاف بعقله وزجه في خلافات مذهبية لا تخدم مصالحه الفردية أو الوطنية أما من حيث الشكل، فالأغنية العربية في أفضل حالاتها لأنها تلقى كل الدعم والإمكانيات متوفرة لكل تفاصيلها من حيث العازفين المهرة والتوزيع والموسيقى والتسجيل الجيد والبث الجيد فهناك مئات المحظات التي تبث الأغاني على مدار الساعة.
نداء الوطن: أين يرى الفنان كمال خليل ابنته الفنانة هيفاء؟
كمال خليل: هيفاء كمال ابنة بلدنا ولدت معها ونمت موهبتها فيها وشقت طريقها الخاص بها خلال السنوات الخمس الماضية واختارت صوتاً خاصاً بها ليس بعيداً عن مسار فرقة بلدنا من حيث الالتزام بالأغنية الجيدة مضموناً وشكلاً ولكنها ليست على نفس الطريق تماماً من حيث المضمون والالتزام بالأغنية الثورية التحريضية بحيث تختار موضوعات ملتزمة إنسانية بعيدة عن الابتذال وفي الشكل تختار أغنية عصرية تواكب ذوق الشباب أبناء جيلها وما يشدهم من ألحان وآلات موسيقية.
نداء الوطن: في النهاية ما هي الأغنية الأقرب إلى قلبك وما هي الأغنية التي تمنيت لو أنها لفرقة بلدنا؟
كمال خليل: ليس من باب الترف أن أقول أن كل أغنياتي قريبة إلى قلبي بنفس المقدار لأنها كلها في سياق موقفي وتصوري الفني، ولكن في هذه اللحظة قد أرغب في غناء هذه الأغنية أو تلك وفي لحظة أخرى أختار غيرها، أما الأغاني التي غناها غيري فأنا لا أحسد أحداً عليها لأنني أعتبرها أغنياتي طالما هي تخدم قضيتي وأنا سعيد أن أسماء كبيرة وعديدة اختارت هذا الطريق وقدمت أغاني في خدمة قضيتي التي هي القضية المركزية للأمة العربية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى