في بيتنا “اسرائيل “…
أرخت جدائلها الكنعانية الصامدة، بكت دمعتين، لملمت كثيرا من الدماء، حفرت الأرض بأظافرها، نبشت التراب واقتلعت عشب الأرض، من هنا مروا وهنا كانو وبهذا التراب جبلت الدماء…
صوتا مدويا من الداخل عن ماذا تبحثين …؟ قليلٌ من كرامة..
هنا !!!! نعم هنا فالأحياء أموات، ومن في الأرض أبطال. فوق الأرض قليل من حياء، وتحت التراب كرامة جبلت بدماء الشهداء القادة، القادة الأبطال. تلك صرخة فلسطين ….
أما نحن فنورنا إرهاب، وفضائنا كثيرا من دماء..
تلك الصورة …. عميقة الدماء متناثرة الشظايا، يحيطها أسماء الشركات الواجب مقاطعتها، في المنتصف رصاصة تخترق بياض القلب وتنثره دماءاً، تلك الصورة الحاثة على رفض التطبيع اخترقت كل بيت من بيوت الوطن فمزقته أشلاء أدمت قلوب الأردنيين وألحقت بهم الذل أعواما طوال ، جلّ ما تمونه يوماً أن تكون سنين عجاف على “اسرائيل” لتمحيها، لا أن تقتطع من رزقهم لها فيكونو الداعم الشاري لذاك الرصاص…
ذاك الرصاص الذي يخترق أشلاء أطفال غزه؟؟ ذاك الرصاص الذي رُمي به أطفال قانا؟ ذاك الرصاص الذي يهدد أجساد أبناء فلسطين ؟ نعم ، وما الغريب …! ألسنا من قبلنا بمعاهدات الذل أوسلو و وادي عربه، ألسنا من قبلنا بعلم الكيان الصهيوني يرفرف في سمائنا، ألسنا من قبلنا بأن نستقبل أبنائنا شهداء دون حساب ولا عقاب، ألسنا من قبلنا أن يكون مأكلنا من ثمار مسروقة لغاصب محتل..؟
نعم “اسرائيل” في بيتنا يا سادة ، لها نصيب علينا أن نحصيه نهاية كل شهر من رواتبنا كما تلك الضرائب التي حولتنا الى آلات استنزاف لحكومات مهترئة، نعم لذلك الكيان الغاصب حصة من حياتنا اليومية وفضل يجب أن لا ننساه.
نعم أيها السادة .. نحن شركاء في قتل أطفال فلسطين، نحن جزء داعم لذاك القيد على معاصم أبنائنا في سجون الاحتلال، نحن ذاك الجزء الناطق عليهم بأحكام توجعهم أبد الدهر، نحن ذاك الحاجز الذي لا يُفتح أبدا ولكنه ينتهك كل يوم أبناء شعبنا الفلسطيني…نعم أيها السادة نحن نَقتل كما أننا نُقتل كل يوم…
لأنني اليوم بلا عزّه سأنظر الى ضوء يملأ منزلي ظلاما ودماء، وأتأمل كيف لكرامة الشعوب أن تمحوها حكومات متخاذلة وأنظمة متهاكله حد الانكسار .. لم يعد في الوطن طاقة أمل أن نكون كرماء، أن نكون عرب قوميين، فكل ما هو منثور حولنا استنزاف حد الموت حماية لكيان غاصب يسكن وطن مغتصب وما نحن سوى تلك الأحجار …
نعم يا شعبنا العظيم نحن اليوم حماة الكيان الصهيوني ومصدر دعم مالي له، فمن دمنا نقتل دمنا ….
عذرا منكِ أماه فما عادت جنازات الشهداء تُعنينا، وماعادت عيون الجرحى تُبكينا، عذرا منك فلسطين فلم نعد لك أبناءً مخلصين ، فنحن اليوم مطبعين مجبرين ..