في الذكرى 33 لانطلاقة حزبنا
في الوقت الذي ينخرط الحزب في الحراك الشعبي الأردني انتصارًا لغزة وللشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب بربرية تستهدف وجوده وحقوقه الوطنية، في هذا الوقت وما يرافقه من مشاعر متناقضة، الالم لصور الشهداء الأطفال، والنساء، والشيوخ، وصور البيوت التي يتم تدميرها على رؤوس ساكنيها، وصور الفرح والفخر للمقاومين الذين يتصدون ببسالة عز نظيرها، وشجاعة لم يسجل تاريخ الحروب شبيهًا لها، مقاومين يلاحقون دبابات وجنود العدو المهزوم.
في هذا الوقت وسط هذه المشاعر المتناقضة، تمر ذكرى انطلاقة حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، هذه الذكرى التي لم تتعامل معها في يوم ما إلا كمحطة للمراجعة وتقييم الاداء ومدى التزامنا بأهداف الحزب المتمثلة بالنضال من أجل أردن وطني ديمقراطي وتحرير فلسطين، فالحزب كان على الدوام المدافع والمبادر في رفض أي وجود أجنبي على أرض الأردن الطاهرة، والرافض للتطبيع وكل اتفاقيات العار مع الكيان الصهيوني.
الحزب الذي لم يكن في يوم من الأيام إلا مع طموحات الجماهير بالحرية والديمقراطية الحقة، كان الحزب من أوائل من ناضلوا ضد التبعية والارتهان للمؤسسات الدولية، كان مع بناء اقتصاد منتج ومع سياسة الاعتماد على الذات.
كان مع كل قضايا امتنا العربية ضد كل المشاريع الاستعمارية، لذلك كله تعرض رفاقنا والمناضلين من قوى اخري للقمع والتضييق على حريتهم، بل واستهدافهم في لقمة عيشهم.
في ذكرى انطلاقة حزبنا أتوجه بالتحية إلى عموم رفاقنا في كافة أماكن تواجدهم وأحييهم على دورهم الرائع في كافة الميادين.
ونترحم على الرفاق الذين غادرونا، ونترحم على شهداء غزة وفلسطين وشهداء الاردن وشهداء امتنا العربية ونقول لهم ان رفاقكم واخوانكم في حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني لن يكونوا الا في صف القضية والاهداف التي ناضلتم من اجلها.
في هذه اللحظات الصعبة لا نقول لكم الا عهدا من رفاقكم اننا على العهد ماضون.
عاش الاردن حرا عربيا.
عاشت فلسطين حرة عربية.
عاشت غزة العز والمجد.
التحية للمقاومين. المجد للشهداء.