عين “الرأي”
ضمن طقوسها الإعلامية، تضع الصحف اليومية زاوية للأخبار القصيرة، يتم فيها نشر أخبار مقتضبة يوحى للقارىء أنها حصرية بالجريدة وذات أهمية. جريدة الدستور تسمي هذه الزاوية “ًصنارة”، فيما اختارت الغد مسمى “زواريب”، بينما يطلق على هذه الزاوية اسم “عين الرأي” في جريدة الرأي –الجريدة الرسمية الأولى والأكثر قراءة في الأردن-.
عين الرأي طالعتنا قبل أيام بخبر تعتبره حصرياً وذا أهمية بالغة. فقد “علمت عين الرأي أن رئيس الوزراء يتابع أدق التفاصيل في الملفات الحكومية المختلفة، ويوجه للإنجاز بأسرع ما يمكن.” وفق ما ذكرته الجريدة في عددها.
اللافت فيما طرحته الرأي أن خبرها الذي قوبل بحجم كبير من السخرية في وسائل التواصل ااجتماعي، لا يمت بصلة للأخبار ذات الأهمية أو الحصرية، بل إنه ليس خبراً صحفياً بالأساس، وإنما مجرد دعاية مجانية وتسويق مكشوف لرئيس فقد شعبية لم يكن يمتلكها بالأساس.
ويأتي نشر هذا الخبر بعد غياب تام لرئيس الوزراء عن المشهد السياسي والاقتصادي والانتخابي. ففي الوقت الذي مرت به البلاد بمحطات بالغة الأهمية في الأيام الأخيرة، ابتداءً من قضية الجندي معارك أبو تايه، مروراً بحادثة السفارة الصهيونية وما تبعها من أحداث خطيرة، والاعتداء الصهيوني على المسجد الأقصى، وانتهاءً بمحطة الانتخابات البلدية واللامركزية وقانون الضريبة الجديد.
كل هذه الأحداث لم تستفز رئيس الوزراء صاحب الولاية العامة، ليخرج على المواطن ويشرح له رؤية الحكومة في هذه الأحداث. حيث يبدو أن الرئيس “منهمك” في متابعة “أدق التفاصيل” وغير معني بـ “القضايا الكبرى”.
يبدو أن الرئيس بعد كل هذه الأحداث وجد نفسه بحاجة لإعادة تسويق نفسه خاصة بعد اتساع رقعة المطالبين بإقالة حكومته، ويبدو أنه لم يجد وسيلة لتسويق نفسه إلا عبر آليات بيروقراطية زادت من رقعة المطالبين بإقالته عوضاً عن التخفيف من حجم السخط الشعبي عليه.
في كل الأحوال، فإن هذا الخبر يعكس لنا حجم المأساة التي تعيشها صحافتنا اليومية الرسمية، إضافة إلى الذهنية التي يتعامل بها المسؤولين مع الصحافة أولاً والرأي العام الأردني ثانياً.