عيد سعيد / رامي ياسين
اشتعلتْ..
كما النّار داخلَ نافورةِ ماءْ..
تشابكتْ مع خطوطِ اللعبةِ داخلَ الجسدِ الباردِ: تملّكت رأسَهُ.
واستبدّتْ..
تمكّنَت من الاجزاءِ الهشّة ونسجتْ خيوطاً عنكبوتيّة الهوى حول العينين؛ فاستباح العمى الرؤى والظلال..
تحسبُها نسمةً عابرةً إن مرّت: تسكنُ صخرةً رمليّةً على قلبكَ / قلبَهُ..
هو الجثّةُ الصّاحية الواعية..
هي صوتٌ يفزعكَ ان همست في اذنيك..
تمضي مهزوزةً بخطى واثقة، تحفر على تراب جسده أنهراً إضافيّة، تعلّق رايتها في المنتصفِ: ها أنذا.. اتبعوني !
يحزنكَ تبسّمها..
يدورُ من تستدرجه بخيوطها – بفعل الاغراء ربّما، بفعل الوهن – كلٌ حسب طائفته: خواتماً في أصابعها، ويصطفّ الرافضون كلّ حسب طائفته : بعيداً عن جثته باتجاه الشرق..
هي الدالّة الأخرى على الفجيعة.
يقومُ مرّةً ينفضُ رأسه وغباراً عن كتفيه؛ فتنسحب كدخّان، ويغفلُ ساعة لتقوّمَ الدنيا بسلاطينها وخدّامها وحشراتها الأليفة والقاتلة.
والمتفرجون الهزليّونَ المتبقّون بفعل النسيان ربّما، بفعل الوجع الزائد عن عاداتهم، يدعونك الى حضور العيد السّعيد رقصاً على جثّته!
تقبّل من يتقبّل بالعادةِ طاعاتِكم: عيدٌ سعيد قلتُ..
أضيفُ :
“وحزنٌ مثل أسواقِ العراق”..