مقالات

عن أى رفض تتحدثون؟!

لرفض وقبول أي شي حتى يكتسب درجة من المصداقية يجب أن يقترن بالممارسة وإلا تحول إلى حالة لفظية لا قيمة فعلية لها.
وأعتقد أن اللقاء التطبيعي الذي جرى يوم أمس في تل أبيب بمشاركه صهيونية ومجموعة من شلة أسلو وزراء ورؤساء بلديات يفند مصداقية الموقف الفلسطيني وجديته في رفض صفقة القرن.


في الوقت الذي تُجمِع كل الفعاليات الوطنية على خطورة صفقة القرن وضرورة التعبئة والتحشيد الشعبي لمواجهتها، تأتي السلطة وتشارك في مؤتمر تطبيعي في تل أبيب.

وبما أنهم يدركون جيداً أن التطبيع هو عملية ترويض متدرج لقبول الكيان الصهيوني والتعايش معه قبل أن تتوفر أية شروط أو مقدمات للاستجابة للحق الفلسطيني، وهذا ما تحدثت به صفقة القرن. فإن هذا السلوك ليس إلا ممارسة عملية لقبول تلك الخطة الأمريكية الصهيونية.
هنا من حقنا بل من واجبنا أن نسأل إن كانت السلطة الفلسطينية تمارس تكتيكها على الشعب الفلسطيني؟ أم على جهة أخرى؟.
أرى أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وهذا التواطؤ الرسمي العربي ما كان له أن يحدث ويقدم على طرح هذة الصفقة لولا حالة الترويض المبكر الذى مارسته النخبة السياسية الفلسطينية قبل غيرها باسم الواقعية تارة والمرحلية تارة أخرى، الأمر الذى وفر اختراقاً فكرياً، ووهم لدى قطاع عريض من الشعب الفلسطيني بإمكانية صنع السلام مع الكيان الصهيوني.
هذة الصفقة يجب أن تعني لنا محطة أخيرة في سياسة التكتيك الزائف وتعني طي كامل لكل العبث الفكري والسياسي المخترق الذي عشناه.
ومن يصر على السير بذات النهج ليس إلا مشبوه أو مشارك في المؤامرة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى