عمان تغرق بالمياه، والفيسبوك يغرق بالتعليقات.. و”العمدة” باقٍ في منصبه
بعد أقل من ساعتين على غرق العاصمة عمان، غرقت شبكات التواصل الإجتماعي بآلاف التعليقات والصور والفيديوهات التي تشير إلى هذه الحادثة، وتصدّر #عمان_تغرق منشورات الناشطين على هذه الشبكات، وكان النصيب الأكبر منها موجهاً ل”عمدة عمّان” السيد عقل بلتاجي الذي كان في زيارة لبريطانيا تتعلق بمشاريع ترويج سياحية للأردن!!، فأصابته سهام المواطنين بأسلوب غلب عليه طابع السخرية.
وعلى الرغم من أن هذه الحادثة لم تنحصر في الأضرار المادية، فقد تم تسجيل أربع حالات وفاة منها اثنتان لطفلين وافدين، إلا أن الجهات الرسمية ظلت صامتة لأكثر من ست ساعات، حيث لم تُصدر أية بيانات حول ما حدث وتم الاكتفاء بتصريحات صحفية لمسؤولين في أمانة عمان. ولاحقاً صدر تصريح عن وزير الداخلية وآخر ل”العمدة” البلتاجي.
تصريحات بلتاجي لبرنامج ستون دقيقة على التلفزيون الأردني الرسمي لم تكن موفقة وأقل ما يمكن أن تُنعت به هو أنها جاءت “استفزازية”. حيث اعتبر أن ما حدث حكمة من عند الله، واستغرب من الضجة التي حصلت في عمان، كما ألقى باللوم على أهالي الطفلين اللذين توفيا مستنكراً إبقاء أبنائهم بالتسوية!!. وختم حديثه بالتساؤل الاستنكاري: “لما تمطر ليش تنزلوا على النفق؟! احنا ليش عاملين الدواوير؟!”
استفزاز آخر قوبل بهجوم لا يقل ضراوة عن الهجوم الذي لحق بأمين عمان، فقد نُشر فيديو لمواطن أردني يروي فيه تفاصيل زيارة تفقدية قامت بها وزيرة التنمية الإجتماعية لبعض البيوت التي دمرتها المياه، مستغرباً من لوم الوزيرة له قائلة “مين قلّك تسكن في بيت تسوية”!!
ليست المرة الأولى التي تغرق بها العاصمة نتيجة هطول الأمطار، إلا أن هذه المرة اتسمت بأنها أكثر كارثية مع وفاة أربع أشخاص وخسائر مالية كبيرة طالت مواطنين وتُجّار نتيجة مداهمة المياه لبيوتهم وسياراتهم ومحالهم.
جواد عباسي الناشط والمهتم بالشؤون الإقتصادية اعتبر عبر صفحته على الفيسبوك أن اتهام أمانة عمان للمواطنين بربط تصريف المياه بمناهل المجاري، وقيام أصحاب العمارات بتصريف مزاريب المطر فيها على رصيف الشارع، لا يعفي الأمانة من مسؤوليتها. وأضاف عباسي أن أمانة عمان هي المسؤولة عن إعطاء إذن الأشغال لهذه العمارات وموظفوها هم من أعطوا الموافقة على هذه المزاريب.
وأكد جواد عباسي في منشوره على أن الإدارة الحصيفة قد لا تستطيع منع الأضرار تماماً ولكنها بالتأكيد قادرة على التقليل من تداعياتها بشكل كبير. معتبراً أن الإدارة الفاشلة تؤدي إلى تضخُم الأضرار وتزيدها. خاتماً منشوره بمطالبة المسؤولين في أمانة عمان بالاستقالة.
من جهتها أصدرت حملة الخبز والديمقراطية بياناً طالبت فيه أمانة عمان والحكومة بحصر الأضرار الناتجة عن الأمطار ووضع آليات لتعويض المواطنين والتجار.
ودعت الحملة إلى تحرك شعبي لفتح ملفات الفساد في أمانة عمان ومحاسبة المسؤولين عما حدث يوم الخميس، وللمطالبة بحق أهالي عمان انتخاب عمدتهم ومحاسبته في حال التقصير من خلال صندوق الانتخاب.
“ِشتوية عمان” لم تكن الأولى التي تغرق بها العاصمة أو “تغلق” كما أحب عمدتنا وصفها، وبانتظار شتوية أخرى وعد أمين عام البلتاجي بأنها لن تكون أفضل من سابقتهامن حيث جهوزية الأمانة، حيث سيتبارى الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي في الانتقاد وكتابة المنشورات الساخرة .. وسيبقى أمين عمان على كرسيه يواصل هوايته بتعليمنا الفرق بين حرف الراء وحرف اللام.