على كفكم حطت عصافير الجليل وأطعمتكم فتات قلوبنا
حبة صبر يا ابن أمي يا ابن أرضي يا ابن بلدي، حبة صبر وأنتم من أعجزتم صبر الخليقة بصبركم، أيّ مكافئة تلك التي حصدتموها.
اضرب فما زالت لذة الزيتون على لساني…
اضرب فما زالت ذرات التراب الحرة على جسدي…
اضرب فلن ولم توجعني يوما، اضرب فما بعد العزة الا العز…
اضرب وانثر غضبك في المكان، فقد ضاقت عليك الغرف وقت كان لي جولات وصولات في الحياة.. هناك في مرجِ سهلٍ اخضر، هواء رطب، وشمس لا تحرق أبنائها.
اضرب فما زال المشهد مستمرا ومازال بيننا آلاف الفصول..
كم مره حلمت بالحرية يا ابن أمي.. هل عددت ذراتِ ترابٍ سَحبتها ايديكم من نفق سجن لقبه “خزنه”..
أيّ أمل ذاك الذي تسلحت به وحلمك بالحرية … تشاركتما العزيمة وكان القرار سنخرج من هنا.
هل أعدّتم صياغة الزمن.. وجعلتم لأنفسكم ميقاتاً مختلف من أمل، ما بين عالم موازي وعالمنا كانت هناك لحظة أمل وحرية تبصرتم فيها النور من فوهة نفق، من كان أولكم؟ كيف داعب أولى نسمات الحرية؟ كانت رطبه عليلة بارده، حملت لكم عطر الاهل والأحباب، أرضنا حنونه مجبولة بدماء شهداء لكم بهم صلة قربى الدم والتضحية، تزهرون دحنوناً بلونه الأحمر القاني، تنثرون في وادي الأمل سنابل.
هذه السنابل التي أزهرت وأثمرت وحَنّت، أطعمتكم وخبأتكم أياما لم تكن كثيره في عالمنا، ولكن بعالم الاحرار هي سنوات توازي سنوات اعتقالكم وحرمانكم، غلب فضاء النظر جدران الزنازين، وغلبت أشعة الشمس الحرة كل القيود.
هي خمسة أيام تعادل دهرا من الاعتقال وتزيد. تسع أشهر مخاضها بدأ منذ اليوم الأول للتنفيذ، وكان المولود غلام وطن، حملته الأكف حُلما وزرعته مروج ابن عامر فأزهر في بيت كل فلسطيني هتافاً للحرية.
جعلتم خريف أيلول ربيعا من القوة، اسقطتم عنجهية المحتل وقوانينه، أنبتم آملا جديدا لكل بيت، وفككتم قيود ارواحكم..