مقالات

على أنقاض من سينعقد نقب 2؟ | د. سعيد ذياب

تحرص الإدارة الأمريكية على مسألتين الضغط على السلطه لتحقيق التهدئه، والضغط على الأردن للمشاركه في مؤتمر (نقب ٢).

من خلال المشاركة الأردنية والسودانية فإن السلام الإبراهيمي يغدو هو السائد ويصبح الهدف التطبيع العربي الإسرائيلي، ودمج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية، بعد أحداث الفكاك بين القضيه الفلسطينيه وطابعها العربى، وإلغاء النظرة العربية الرسمية بأن المشروع الصهيوني مشروع استعماري استيطاني وعنصرية.

واستكمالا لكل ذلك الدعوة إلى انكفاء كل قطر عربي على ذاته وعلى مشاكله وهو ما سعت له الحركة الصهيونية مبكرا.

قد تبدو الصورة أكثر وضوحا لرؤية المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية، من خلال المشروع المقدم للكونجرس لإعادة تعريف اللاجئ، وبالتالي تصفية قضية العودة من خلال تصفية قضية اللاجئين.

وما الضغوط التي مارستها الإدارة الأمريكية على السلطة لسحب مشروع قرار إدانة الاستيطان وتجاوب سلطة رام الله إلا قبولا ضمنيا بتشريع الاستيطان، يجري ضرب القضية الفلسطينية في مفاصلها الأساسية تمهيدا لتصفيتها.

كل هذا يجري والحكومة الصهيونية سائرة في خطتها تجاه الأقصى والضفة، والأسرى دون تردد.

الحالة الشعبية العربية بحاجة إلى مبادرة فلسطينية تتخلص من خلالها من كل التنازلات المجانية، وإعادة القضية إلى جذورها، بأن هذا الكيان لن يكون إلا مشروعا استعماريا، ولن يكون إلا خطرا داهما على الأمة العربية جمعاء.

لذا فإن إعادة الاعتبار لشعار الوحدة العربية من شأنه توفير روافع حقيقية لتحقيق التحرر الوطني والأساس لدحر الوجود الصهيوني، بات العمل القومي مسألة مركزية لتحقيق الانتصار في ظل هذه الهجمة علينا.

إني اعتقد أن كل هذه الانكسارات لم تهل علينا إلا عندما أخضعنا الحقوق لاجتهادات اقل ما يقال عنها صبيانية إن لم تكن ذات محتوى خياني وجهلا في فهم الأولويات.

لقد نجحت الثورة الفيتنامية عندما تمسك القائد الشيوعي الفذ “هوشي منه” على أولوية النهوض والتحرر القومي من الاستعمار الفرنسى والأمريكي على الثورة الاجتماعية.

لقد فشلت كثيرا من القوى الماركسية فلسطينيا أو عربيا عندما أخفقت في فهم أولوية التحرر الوطني على الصراع الطبقي، وأخفقت في استيعاب العامل الخارجي في ضرب فكرة قيام الدوله القومية، وتماهت بوعي أو بدونه مع خطة التقسيم الأنجلو الفرنسي للوطن العربي.

نعيش مرحلة صعبة جدا تتطلب فهم الأولويات وأن لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة، بالمقاومة نلجم نتنياهو وبن غفير، وبالمقاومة يفرمل المطبعون اندفاعهم الأحمق ويعيدوا النظر في موقع أقدامهم.

لقد ملت شعوبنا من تفاهة تكتيكنا وأصابها الغثيان من التزييف في الوعي والتاريخ والحاضر الذي يمارسه رواد السلام الإبراهيمي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى