عجائب الانتخابات السبع!
في البادية الوسطى قام لصوص شرفاء بالعبث بالصناديق وأخرجوها لمكان آمن ومن ثم أعيدت ولكن، تمت فقط سرقة أحد الصناديق الفارغة. الهيئة لاحقا استبعدت الأوراق التي تم العبث بها بعد أن تأكدت من صحة التواقيع على الورقة من قبل أعضاء اللجنة واعتمدتها. وكانت ثقة الهيئة المستقلة باللصوص الشرفاء ثقة عمياء وأنهم شركاء حقيقيون في إنجاح العرس الديمقراطي، بحيث لم تشكك الهيئة ولو للحظة بقيام اللصوص بالتأشير على مرشحين بعينهم على الورق المسروق، حقيقة لم أشهد في حياتي انتخابات شفافة لدرجة أنه حتى لصوصها شركاء حقيقيون في نزاهتها!
·في تركيا حصل الانقلاب، وسيطر الجيش، ومن ثم نزل كل الشعب الى الشوارع، فانسحب الجيش، وأعلن عن انتهاء الانقلاب الذي شغل العالم فقط بعد (6 ساعات). في الأردن حصلت الانتخابات، ونزل ربع الشعب فقط للتصويت، و80 ألف موظف، وكاميرات مراقبة، وربط إلكتروني، وأعلن عن نتائج الانتخابات بعد (60) ساعة، يعني لو ارتفعت النسبة قليلا قد لا يعلم بعض المرشحين الكبار في السن عن نتيجته إلا يوم الحساب!
· أحد المرشحين حصل على أصوات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. يارجل؛ إذا كان الذي يريد الفوز بعروس حين يكتب عقد الزواج يحتاج إلى شاهدين والعريس والعروس والعقّاد، صاروا خمسة، وأنت تريد الفوز بمقعد نيابي وليس معك العدد الذي يؤهلك شرعا للفوز بعروس، أين أعمامك، اخوالك، أنسباؤك، جيرانك، صاحب الدكانة الذي تشتري منه، أو الذين تلعب معهم الشدّة. يارجل إذا كان الذي ينزل لشراء صحن حمص في الأردن يكون معه عادة عدد ركاب السيارة، بينما أنت نازل على الانتخابات وليس معك حتى أولادك، الـ 500 دينار التي دفعتها رسوم ترشح كان الأولى أن تقيم فيها حفل تعارف؟!
·المرشح الذي جاءه المرسل وهو يلبس اللباس الأبيض وقال له: قم وأنهض، وانصر المظلومين، وإن هذه الجماهير وهذه الحشود هي مرسلة من الله إليك لكي تؤيدك في 20/ 9، فيتيقن المسكين أن النجاح حليفه بعد هذه الرؤية لامحالة، هذا المرشح لم يحالفه الحظ، والحشود اختفت يوم 20 / 9، والمطلوب منه الآن ليس نصرة المظلومين، بل معرفة ثقيل الدم المرسل بلباس أبيض من أبناء الجيران الملاعين!
·أجمل ما في انتخابات هذا العام، أن جميع المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ حصلوا على عدد كبير من الأصوات وشعروا بالشعبية الجارفة وهم مثل (القرعة التي تتغنى بجدايل غيرها)، بينما أصحاب المال السياسي فشلوا فشلا ذريعا وهم مثل (الذي أكل من خيري وقاقا عند غيري)، بينما أغلب من خطط للقانون، ودافع عنه، ووافق عليه بشراسة، لم يحالفهم الحظ وهم مثل (عوّاس السم ذاقه)!
·6000 صوت ولم يحالفهم الحظ، و3000 صوت حالفهم الحظ، غير عارفين أن الأردن أنتخب أو أشترى أوراق يانصيب!
· بعد انتهاء أي عرس عادة ما ندعو لهم بالذرية الصالحة، إلا عرسنا الديمقراطي عادة ما ندعو أن لا تكون ذريتهم هي فقط المنتفعة!