لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
ثقافة وأدب

عبدالسلام صالح: وزارة الثقافة لا يعوّل عليها لأنها محكومة بأجندة الدولة وارتباطاتها

على هامش من انشغالاته وتحضيراته هذه الفترة التي يعكف فيها على كتابة روايته الجديدة، التقت نداء الوطن الروائي عبدالسلام صالح في عمّان، ودار هذا الحوار الذي تناول في مضمونه الواقع الثقافي العربي عموماً والحركة الثقافية خصوصاً.

نداء الوطن: كيف يقدّم عبدالسلام صالح نفسه؟

عبد السلام صالح: روائي يحاول تقديم شيء جديد على مستوى الشكل والمضمون، ويحاول أن يدخل أكثر في جوانيات النفس الإنسانية، يقف طويلاً عند كثير من المفاهيم التي تم تسويقها علينا بشكل سريع، وتم قبولها والتعامل معها بدون تدقيق من قبل الكثيرين.

يحاول الاقتراب أكثر من مجاهيل هذه النفس البشرية، ويحاول أيضاً أن يستكمل أسلوبه الخاص في الكتابة الروائية، بدون أن يعتمد على أي رافعة مهما كانت، ويصر على استقلاليته وحريته. 
نداء الوطن: كيف تقيّم دور المثقف العربي كجزء من حركة التحرر العربية؟

عبد السلام صالح: المثقف العربي كان دوماً وفي كل المراحل له دور محوري ومهم وضروري، وكلما كانت علاقة المثقف بالسياسي جيده كلما ارتقى كليهما، لأن بينهما ترابط عضوي. ونلاحظ أنه في مراحل التراجع السياسي، يكون غياب المثقف الحقيقي أحد أسباب هذا التراجع. وهنا أتحدث عن المثقف الجدير والجريء والذي يستعر الخطر ويحذّر منه، ولا يمكن له أن يكون شاهد زور على أي مسأله ثقافية أو سياسية أو حياتية أو إنسانية، فإذا أراد المستوى السياسي أن يستعيد دوره وفاعليته، يجب أن يتحالف عضوياً مع المثقف الحقيقي والعضوي. لكن الانتقاد المستمر من قبل هذا المثقف، والإهمال المقصود من قبل السياسي، هو الذي يزيد الفجوة ويوسعها بينهما.

وتاريخياً، المثقفون هم الذين ساهموا وقادوا في بعض المراحل جزء كبير من حركة التحرر الوطني العربية.

نداء الوطن: كيف ترى علاقة المثقف بالسياسي؟ من يتبع من؟ ماذا يجب؟

عبدالسلام صالح: أشعر الآن أن هناك نوع من الإقصاء، أو التجافي بين المثقف والسياسي. 
المسألة ليس مسألة من يتبع من، هنالك تكامل بين السياسي والمثقف، إذا أراد السياسي أن يقود المثقف فهو يفسده دون أن يدري، ولا يمكن للمثقف أن يقود؛ المثقف الحقيقي لا يقبل أن يقود السياسي لأنه بذلك يتخلى عن دور كبير لا يمكن لأحد أن يقوم به غيره، وهو دور الضمير، دوره بالنقد، بالتقييم، بالاعتراض إذا حاد السياسي عن البوصلة.

نداء الوطن: قامت وزارة الثقافة الأردنية بحجب سبع جوائز من جوائز وزارة الثقافة للإبداع هذا العام، كيف ترى الحركة الثقافية في الأردن؟

عبد السلام صالح: الحركة الثقافية في الأردن ضائعة وتائهة، هنالك مثقفون للسلطة يمطروننا بمنجز إبداعي تافه ويتم تبنّيهم ونفخهم وتضخيمهم ليؤدوا دورهم كأبواق لهذه السلطة، وهنالك مؤسسات ثقافية مهمة تتنازعها الشللية، وزارة الثقافة لا يعول عليها لأنها بالنهاية محكومة بأجندة الدولة الثقافية/السياسية وارتباطاتها.

والثقافة عندنا هي في آخر اهتمامات الدولة، وهذا شيء مقصود طبعاً، وهنالك إصرار عليه. أشعر أن لا أمل هنا عندنا بشيء، وليس أمام المثقف الحقيقي إلا العزلة والاعتكاف على مشروعه الإبداعي، والسعي للارتقاء بالسوية الفنية لهذا المنجز.

فليس هناك أي اهتمام بالثقافة لا من السلطة ولا من المعارضة.

نداء الوطن: بعد المحظيّة وصرّة المرّ، ما أهم الأسئلة التي ستطرحها في روايتك القادمة التي تعكف على روايتها الآن؟

عبد السلام صالح: في روايتي الجديدة، أحاول الدخول أكثر في الروح الأنثوية، أحاول تلمّس أوجاع روحها وأسباب تشتتها وضياعها وتشظيها في هذا العصر. المرأة كائن حساس ورقيق ومرهف، وهوبنفس الوقث الأكثر قدرة على التأثير والتأثر، هو أكثر قدرة على التمرّد والرفض والجنون.

والمرأة تعيش وتتشكل وتحب في الظل، لا أحد يشعر ويحس بروحها. أحاول في روايتي الجديدة الاقتراب أكثر من جوّانيات المرأة، هواجسها، توقها، جموحها، رفضها. وحياتها بشكل عام في هذا الشرق، وبنفس الوقت أحاول الاقتراب من الحاضر والكتابة عنه بشكل مختلف. أحاول الكتابة عن عمان بشكل مختلف.

وأخيراً أحاول الكتابة عن العدم والوجود، عن نور العدم وعتمة الوجود.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى