صناعة الشك
في نهاية تسعينات القرن الماضي تبلور فرع من علم اجتماع المعرفة ما يعرف “Agnology” يدرس الطريق التي يتم فيها زراعة الشك أو الجهل بمواضيع معينة، لعل زرع الشك في اذهان الجمهور في مضار التدخين، على سبيل المثال من قبل الشركات المصنعة للتبغ، مثال على ذلك. لكن التضليل الذي مورس بحق الانعكاسات السلبية للوقود الاحفوري على المناخ وحالة التشكيك التي مورست في عهد ترامب والتي انسحبت امريكيا اثرها من اتفاقية المناخ الدولية، كان اكثر وضوحا واكثر تعبيرا بسبب دور شركات النفط، بالطبع هناك امثلة كثيرة صنعها الاعلام والشركات المتعددة الجنسية في(نظام التفاهة).
سبب الحديث حول هذا الموضوع هو السياسة التي مورست بحق الانسان الاردني بموضوع الطاقة والتشكيك بوجود النفط والغاز والاكتشاف المفاجئ، أو بشكل أدق الاعتراف المفاجئ بوجود الغاز في حقل الريشة وبكميات تجارية، بعد عقود من التشكيك، سواء من خلال تقديم معلومات خاطئة او مضللة، او تقديم بيانات بشكل انتقائي.
والمثال الآخر موضوع المياه وبالذات استخراج المياه الجوفية والتي تراوحت بين الانكار وبين الاعتراف، بين الرأي الشعبي الذي يرى أن سبب الازمة هو التفريط بالحقوق الأردنية لصالح “اسرائيل” وبين الرأي الرسمي الذي يقول ان اسباب الازمة مرتبط بتغير المناخ والجفاف والتغيير الديمغرافي.
هكذا حكوماتنا استوردت صناعة الشك والقلق لدي المواطن الاردني بل مارست اخطر من ذلك باللجوء الى التضليل او المعلومات المجزوءة لتبرير قصورها بالاستفادة مما تحتويه باطن الارض من مياه ومصادر للطاقة.