صفقة القرن لن تمر
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة القرن في مؤتمر صحفي، وقد اختار الرئيس الأمريكي دعوة رئيس وزراء العدو ليكون حاضراً الى جانبه لحظة إعلان الصفقة.
يبدو أن توقيت إعلان الصفقة له علاقة كبيرة بالمصالح الشخصية والحزبية لكل من (ترامب، نتنياهو) فالأول يريد شيئاً من شأنه تعزيز حضوره في مواجهة إجراءات العزل، وما يمكن أن تتركه تلك الإجراءات من آثار سلبية على صورته في الإنتخابات الرئاسية، والثاني من أجل تعزيز حضوره في انتخابات الكنيست الثالثة في (2 آذار) من هذا العام.
برغم تلك الأسباب فإننا نعتقد أن ترامب يرى أن الوقت بات ناضجاً للإعلان عن الصفقة وأن الأطراف المعنية باتت إما صامتة أو راضية وداعمة للصفقة.
أقدم ترامب على هذه الصفقة متجاوزا كل المواقف التقليدية للولايات المتحدة نفسها، إضافة إلى إدارة ظهره لكل ما أصدرته الشرعية الدولية من قرارات متعلقة بالقضية الفلسطينية، جاعلاً مما يفكر به الصهاينة وما فرضه العدو كأمر واقع بشأن المستوطنات والقدس والقفز عن حق الشعب الفلسطيني بدولة وتقرير مصيره كل ذلك أساساً لصفقته الموعودة، أي بشكل آخر هو التوافق الكامل بين صفقة القرن والرؤيا «الإسرائيلية».
يعتقد ترامب أن ما تعيشه منطقتنا من تناقضات هائلة وصراعات بينية حادة وإنقسام فلسطيني فلسطيني يمكنه من إستثمار هذا الحال لفرض تلك الصفقة وفرض التطبيع على العرب دون تحقيق الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة.
إن مخاطر هذه الصفقة لن تقف عند حدود تصفية القضية الفلسطينية وإستهداف السيادة الأردنية بل يتعداها لتشمل الأمة العربية بأسرها، وإذا كنا أمام حكومات مترددة وصامتة إتجاه هذه الصفقة بل وعاجزة عن إتخاذ موقف فاعل فإن الشعوب العربية كصانعة للتاريخ وهي القوى الأساسية التي يقع على كاهلها تصويب هذا الحال والتخلص من حالة الإحباط واليائس.
لقد عودتنا الجماهير العربية أنها وفي اللحظات الصعبة حتى وإن بدت كأن صمتها قد طال، فإنها سرعان ما تكشف عن أصالتها وعمق إحساسها بمسؤوليتها، والشعب الأردني كجزء من هذه الأمة هذا الشعب الذي دلل وعبر السنين على وعيه لخطر الكيان الصهيوني وقد مارس ذلك الوعي بالتصدي لمعاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز وكل اشكال التطبيع مع العدو المحتل، هذا الشعب أمام لحظة الإستحقاق التاريخي في مواجهة هذه الصفقة لرفضها ومطالبة الحكومة بموقف واضح رافض للصفقة وعدم توفير أية إجراءات من شأنها تسهيل تمرير الصفقة.
بوحدتنا وتماسكنا سنهزم هذه الصفقة