شعار الجبهة الوطنية ما يزال قائماً
إن ضعف الحراك الشعبي أمام ما تتعرض له غزة من حرب إبادة وما يترتب على تلك الحرب ونتائجها، بات يطرح الاسئلة بشكل ملح، لماذا غاب التضامن الشعبى القومي؟ ولماذا غاب الوعي عن النظام الرسمي العربي لإدراك مخاطر ما تتعرض له الأمة والشعب الفلسطيني من خطر التصفية وخطر تفتيت الأمة؟ إن البحث في أسباب ذلك الضعف أصبح أكثر أهمية من ذي قبل بدرجة كبيرة.
صحيح أن الاستبداد خلق ثقافته، ثقافة الخوف وتقنين الفساد وهذا ما نلمسه من خلال الضعف الواضح للمشاركة الشعبية في الاحتجاج والمطالبة بانحياز الأنظمة العربية لشعوبها، هذا الضعف هو الذي جعل هذه الانظمة لا تعبأ بشعوبها ولا برأيها.
والمسألة الأخرى هو دور النخب السياسية ونجاح الأنظمة باستغلال تناقضاتها البينية وضرب بعضها البعض واستقطاب بعضها كأدوات لتسويق سياساتها، بل والسعي لخلق فجوة بينها الأمر الذي يقود إلى صعوبة الوصول إلى توافقات استراتيجية بينها تمكنها من الصمود والفعل وصولاً لاحداث التغييرالمنشود، وبالتالي الفشل في فرض الأهداف الوطنية المتوخاة.
إن قراءة الواقع العربي يدلل على ذلك من خلال حجم الفرقة العميقة التي تشهدها النخب والأحزاب رغم هول الواقع وتحدياته.
إن إمعان الأنظمة العربية في النكوص والتخلف عن القيام بمسؤوليتها بل والدخول في اصطفافات مع القوى المعادية لشعوبنا يدلل على حجم الهوان والضعف الذي تعيشه شعوبنا ودرجة اللامبالاة الرسمية.
ولعل النظر إلى واقع النخب السياسية وتشرذمها بل ووصول بعضها للعب دور المبشر للسياسات الرسمية، يدفعنا إلى التفكر الجدي في واقعنا والمرحلة التي نعيش.
لقد طرحنا شعار الجبهة الوطنية منذ حوالي خمسة أشهر انطلاقا من قناعتنا بأن الظروف الموضوعية الخطرة تتطلب توحيد الجهد لتحقيق أهداف وطنية وتحررية وديمقراطية، ورغم ما بذلناه من جهود إلا أننا لم ننجح في تحقيق هذا الهدف النبيل، لقد فشلت الجهود لأسباب أقل ما يقال عنها أنها غير وجيهة وأنها محكومة للأسباب التي ذكرناها في متن المقال.
ولكن رغم ذلك ولأننا مقتنعون أن المرحلة تلح علينا بالعمل لتحقيق الجبهة الوطنية، وأن التحديات الهائلة التي نواجهها تتطلب توحيد الجهد لدرء المخاطر، فإننا نؤكد سعينا ونناشد كل الأصوات الصادقة بالعمل سوياً لتحقيق هذا الهدف.