مقالاتآراء ومقالات

شبهات في الفتنة الطائفية.. إلى متى هذا الضياع؟؟ مقاربة ثقافية اجتماعية تاريخية وليست لاهوتية.

بداية نحن ندرك بأن نظام الحكم في ايران ما يزال أحاديا، وليس ديمقراطيا حسب المعايير الغربية، أو البرجولزية الليبرالية، وإن كان يتقدم بشكل ما، في إتجاه التشارك والخيار الإنتخابي..
من الواضح بأن سياسة ايران -العربية- وبالشكل الذي نراه، تعتبر مثار خلاف وإستقطابات حادة، وقد نختلف مع بعض سياساتها بهذا القدر أو ذاك، ونتفق في كثير من النواحي، ولكن ليس هناك أي مبرر أو مسوغ أخلاقي، في إثارة الطائفية أو المذهبية كقاعدة للخلاف، فالسياسة وتقييمها تبنى على معايير وضعية، ومصالح، وصراعات إجتماعية وقومية، وموازين قوى مادية، حتى وإن أخذت لبوسا دينيا أو مذهبيا.. وبالتالي من حق أي فرد أو مجموعة منا أن يناصب إيران العداء، أو يعبر لها عن صداقتة، ولكن بالضرورة عليه أن يبنى ذلك الموقف وفقا للمعايير السياسية وليس المذهبية أو العرقية.
اولا: لا ننسى ان ما يطلقون عليهم إفتراضا أهل السنة والجماعة، يشكلون نحو 90% من المسلمين في العالم، وهم بهذا المقياس ليسوا طائفة أصلا، كما أن التسمية بحد ذاتها مختلف عليها. بينما المسلمين “الشيعة” على اختلاف مذاهبهم لا يشكلون اكثر من 10% من المسلمين في العالم!!
ثانيا: ان المذهب الشيعي لإيران، وحروف اللغة الفارسية، ونحو ثلث مفرداتها أتت اليها من عند العرب!! أي أن التأثير الثقافي العربي على ايران كان و ما يزال أكبر بكثير من التأثير الفارسي على العرب!
ثالثا: ان الدول العربية وفي مقدمتها الخليجية، قد ناصبت “الثورة الاسلامية” العداء منذ إنتصارها، وشنت عليها حربا باسم القومية، حرب دامية مدمرة تحت شعارات قومية، ورطت العراق بخوضها، إستمرت لثماني سنوات، وإنتهت بإضعاف البلدين المتصارعين.. بينما في الحقيقة كان سبب الحرب هو انظمة خليجية متفرقة ومتناحرة، هاجسها هو الدفاع عن إستبدادها وتبعيتها للغرب،أبعد ما تكون عن الدفاع عن الاسلام والعروية..
رابعا: ان الشيعة موجودين في السعودية و العراق و اليمن ولبنان بنسب كبيرة، ولم نسمع يوما بحصول تحولات كبيرة في توجهات أصحاب السنة، وإنتماءاتهم العقائدية، أو تحولهم للمذهب الشيعي، إذن من أين جاءنا خطر نشر المذهب الشيعي؟.
خامسا: ان مثيري الفتنة الكبار، كانوا دوما تحت اقدام الشاه الشيعي عندما كان عميلا للأمريكان ونصيرا قويا ل “إسرائيل”، ولم يلتفتوا لمذهبه حينئذ. كما ان هؤلاء انفسهم هم الذين تحالفوا فيما بعد مع اعداء الامة ضد العراق بسبب اختلافهم مع حكومته “السنية” كما يسمونها.
سادسا: الذين يستعملون تعبير المجوس كشتيمة لا يدركون معنى المجوسية وإنها هي نفسها الديانة الزردشتية القديمة، وعندما جاءهم الإسلام، أسلموا جميعا..
وينسى البعض بان العرب في ذلك الوقت كانوا وثنيين وعبدة أصنام في جاهلية.
اما تعبير الصفوية فهو يرمز الى الدولة الصفوية التي حولت ايران الى المذهب الشيعي وكانت في حرب مع الدولة العثمانية، واستعملت الدين غطاء للسياسة.
والتشيع الصفوي هو تقديم القومية على الدين، وهذا كان المبدأ الغالب أيام الشاه، يقابلها التشيع العلوي اي تقديم الدين على القومية، كما جاء به االخميني، وشكل اساس نظام الحكم الحالي في إيران، حيث سمى دولته بالجمهورية الإسلامية، ولم يسمها “الجمهورية الفارسية أو الصفوية”!
للعلم فان الفرس يشكلون حوالي 50% من الايرانيين، بينما يشكل «الأتراك» و«الأذر» نحو 20%، و«العرب» نحو 7%، و«الأكراد» 8%، والبلوش وأعراق أخرى 16%. كما أن قسم كبير من الفرس إستمروا على المذهب الشافعي، والفارسية هي قومية، وليست شتيمة؛ كما نقول العربية.. الجرمانية..
سابعا: نسبة “السنة” في ايران مختلف عليها من 12-18% و هي نفس نسبة الشيعة في السعودية، بينما يمارس على الشيعة في السعودية مظلومية كبرى ويفرض عليهم سياسة إقصاء وقمع دائمتين، بينما يتمتع “السنة” في إيران بحرية ممارسة شعائرهم ومواطنتهم بدون ضغوط أو محاولات تغيير لمذهبهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى