سقوط قيصر
كلما أرادوا منح أنفسهم القوة عمدوا إلى إضعافنا.
وإضعافنا هنا تعود على من قاوموا وجابهوا الهيمنة الإمبريالية والأجندة الصهيونية اللتان تقودان العالم إلى الهلاك، بعد أن أوقدوا فتيل الحرب في سوريا لتسع سنوات وجاؤوا بمرتزقتهم وجعلوا من أجسادهم جسرا ليعبروا نحو هدفهم، سقطوا في بردى وسقطت معهم أهدافهم الإرهابية .
لم تستطع الإدارة الأمريكية تنفيذ أهدافها بتفكيك سوريا لتجعل منها قطعا يسهل على حلفائها اغتصاب أرضها كما هو الحال مع تركيا، وظلت العروبة الدمشقية غصة في حلق من أرادوا ابتلاعها من الغرب ومن الشمال، فطل علينا الوجه الأمريكي بقانون قيصر وكأنهم عجزوا عن الحرب فعمدوا للحصار.
الجدير بالذكر بعد أن دخل القانون حيز التنفيذ تهافتت الرجعيات ودول التطبيل إلى تلميع هذا القانون وإعطائه مسمى قانون حماية المدنيين السوريين.
كيف تكون الحماية عندما ينص القانون على عقوبات من شأنها أن تجعل المواطن السوري بلا اقتصاد وأن تمنع عنه إعادة الإعمار وأن تحاصره فلا يبيع ولا يشتري، وفي نص القانون ذاته يمنع شراء النفط السوري، كما يمنع تزويد النظام العربي السوري بأي معدات وأجهزة وأسلحة للدفاع عن سيادته.
إن الغرابة في هذا التطبيل المشين كمن طبل للدبابة الأمريكية عند اجتياح العراق، والجميع يعلم ما أسفر عن الوجود الامريكي في العراق وما بعد ذلك أيضا.
إن ما يحدث على رقعتنا العربية في هذا الوقت الراهن يذكرنا بكاريكاتير الشهيد ناجي العلي في تجسيده للتضامن العربي:
(إذا هجمت اسرائيل على سوريا لازم نهجم…. وضح كلامك نهجم على مين؟؟؟)، لكننا ندري في نهاية المطاف بأن الهوية الوطنية والعقيدة العروبية ستطغى على جميع السلاطين والقياصرة.