رماديّ/ بقلم: رامي ياسين
يأتيكَ..
من حيثُ لا تدري..
هذا الأبيضُ المتّسعُ مداه، لا بحر يأخذكَ معه وتنسى طريقَ العودةِ، ولا انسلاخ اللون البرتقاليّ عن أصفره..
حيادٌ خفيفٌ سخيفٌ يُشعركَ بالسّلام والانشغال بنوافذَ أخرى.
يأتيكَ..
لونٌ مطلقٌ يبلبلُ حواسّاً ما اعتدتَ على استخدامها مؤخّراً، تذيبُ اللونَ بقطعةِ الجليدِ وتبتسمُ..
ويأتيكَ..
رماديّاً حاملاً بين ذراعيهِ ما ترغبهُ من اشتعالِ الأفكارِ في الذاكرة، ذاكرتكَ. يدهشكَ هذا التحليل الضيّق المشبع بالفتاتِ وبقايا التكرار؛ تنفخ على رمادِ التفاصيلِ الصغيرةِ جدّاً؛
فـ تتسعُ الرؤيا، ويكتمل النّهار: تأتي أنتَ إليهِ..
من حيثُ لا يدري،
مشبَعاً بكلّ ألوانِ عشقكَ التي مزجتَها بعنايةٍ نعرفُها، وبحرفةِ العارفِ تلطّخُ زاويةً من كلّ هذا البياضِ الهشّ.
وتمضي..
عارفاً، في شارعٍ طويلٍ فارغٍ، يمشي به الهدوءُ..
وأنتَ.
يضيئُ صوتٌ خفيفٌ لرياحِ الجنوبِ، يلامسُ شعركَ المرتّب بفوضى تعرفها..
ترنّ على بالكَ ضحكةُ الروحِ ويقشعرّ جلدكْ، كأنّها نشوى انتصارٍ في معركةٍ لم تخضها بعد.