لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

رافقتك الذبابة / قصة قصيرة

جرت العادة عندما يسافر إنسان إلى مكان بعيد نسبياً، أن يكون شعار ” رافقتك السلامة ” يلازمه طوال الطريق.
لكن الذي حدث في حالتي مختلف جدا، عند سفري إلى العقبة في حافلة تابعة لشركة سياحية هو أن ” رافقتني الذبابة ” طوال الطريق .
ولأنه كان بجانبي راكب آخر لم أخف أن أدفع عنها الأجرة حسب الطرفة المتداولة عن “الخليلي” الذي خاطب الذبابة في حافلة قديمة ” كش ، كش أحسن أدفع عنك قرش ” تذكرت هذا “الخليلي” وحمدت الله أن المقعد الذي بجانبي يجلس عليه راكب آخر فلا خوف أن أدفع عن الذبابة قرش.وذكرتني تلك الذبابة بالمداعبة الشعبية للأطفال حيث كان يقال للطفل :
هل أحكي لك قصة الذبانة ؟
فيرد الطفل : آه ،
فيقول السائل : آه ولا ما آه ……. أحكي لك قصة الذبانة
فيرد الطفل : لا ،
وهنا يناكفه السائل : لا ولّا ما لا …… أحكي لك قصة الذبانة ..
ويستمر السائل بمناكفة الطفل الذي يغير رده في كل مرة …… حتى يستفز الطفل ويعبر عن ذلك بطريقته الخاصة .
واستمريت في مشاغلة تفكيري حتى لا تستفزني الذبابة وتخيلت أنها تأكل وتشرب وتنام في الحافلة وذلك من الخدمات التي تقدم للركاب فقررت ألا آكل ولا أشرب وبالطبع لن أستطيع النوم لأن الذبابة لي بالمرصاد .
ولكن الفكرة العجيبة التي راودتني هي : أن تضع الذبابة بيضها في الحافلة فيصبح ” لكل راكب ذبابة ” وهكذا تصبح الحافلات السياحية مرتعاً للذباب ترافق السياح في بلدنا أثناء سفرهم !
وتذكرت أن مسؤولين من المجلس الإقليمي “الإسرائيلي” تمار قد التقوا مع نظرائهم الأردنيين من المجلس الإقليمي لجنوب غور الأردن لبناء مزرعة نموذجية تهدف إلى حل مشاكل الذباب على الحدود مع الجانبين، والتي يعاني منها المزارعون في وادي الأردن والبحر الميت منذ سنوات،وقاموا بتوقيع اتفاق لجمع خبراء مكافحة الحشرات “الإسرائيليين” والأردنيين لبناء مزرعة نموذجية في جنوب غورالاردن.
وهنا سألت نفسي هل نحن في زمن تصنع فيه الذبابة المعجزات ؟
ومر بخاطري سؤال آخر بينما كانت الذبابة تمر عند أذني ترى هل هذه الذبابة صهيونية وتزن عند أذني كي أُطبّع ؟
لم لا وقد أكد جدعون برومبرغ من جمعية صدى السلام على “ضرورة التعاون الثنائي لحل مشكلة الذباب موضحا أن التلوث لا يتوقف عند الحدود ولا عند نقطة التفتيش”.
نعم، إذن هي اخترقت الحدود واخترقت نقطة التفتيش ودخلت الباص ليتم تجربتها إذا ما قبلنا بها وتعايشنا معها، تم التطبيع وإذا رفضناها وقتلناها لن يخسروا سوى ذبابة من إنتاج إحدى المستوطنات الحدودية!
القصة إذن طويلة ولكن قصتي قصيرة ولا تتحمل مسؤولية مقتل ذبابة صهيونية في باص سياحي أردني.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى