مقالات

رابطة الحياديين الاردنيين

“إنّنا ندعو إلى فصل الثقافة عن السياسة، كما أنّنا ندعو إلى سقوط بشّار الأسد”.بهذا التناقض يبدأ العمل، وينتهي المقال.

 

الحياد هو رد فعل لفعل التسلط، وربما هو حيلة دفاعية ذاتية بليدة تبرر اللاموقف.

حين يكون الإنسان حيادياً يصبح كما غيره من الكائنات الصالحة للعيش بمقاييس موضوعة تعوّدها؛ فأن تكون حيادياً يعني أن تقرّر قطع علاقتك بكل ما يحيطك من أشياء وكائنات فتغدو كما الآلة التي لا تعرف، عدا ما صمّمت لأجله.

 وأن تكون “مثقفاً” حيادياً وتشكل مع مجموعة من الحياديين شكلاً تجمعياً وتقرّروا أن تسبغوا حياديتكم على مؤسسة وطنية، فإن هذا سيحول دورها من إنتاج الفعل الوطني إلى تخزين الآلات؛ ستهرأ حال حدوث خللٍ ما غير متوقّع أو حين يقرّر صاحب البرمجة ذلك.

إن المثقف العارف ينحاز تماماً إلى أسئلة وطنهوشعبه وعلى عاتقه حمل التغيير المستمر بالتكامل مع مكونات المجتمع، فهو ليس الساكن والمهادن والمطبل وكيف هذا وهو من يمتلك العقل التحليلي وله موقف من كل الأشياء المحيطة به حتى الطاولة التي يكتب عليها ويسعى إلى تغييرها وفق الفكرة التي ينتجها والثائرة بالضرورة.

إن محاولة إلغاء دور المثقف الحقيقي العضوي والانغماس في ذاتية “المثقف التقليدي” واختيار الأسهل بتزييف الوعي وترسيخ الواقع “كما هو”، ما هو إلا تثبيت لدور المتفرّج للمثقف بدلاً من أن يكون جزءاً من حركة التغيير؛ والنتيجة تكون في غياب “الخطاب الثقافي” لصالح “الخطاب الاجتماعي” الباهت في حداثيته في ظل الحضور الطاغي للخطاب الأصولي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى