أخبار محلية

رئيس نواب الأردن يملأ فراغ الدبلوماسية مع دمشق: دبلوماسي رفيع يقوم بأعمال السفارة السورية وتأكيد نيابي على متانة العلاقات.. استذكار لزلّة لسان المذيعة الحباشنة باعتبارها “ممارسة فرديّة” ومراقبون “أظهرت عمق الأزمة بين البلدين”.. هامش مناورة عمّان محدود جداً بين تضادّ موسكو وواشنطن

يدرك رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة أن العلاقات الأردنية السورية المتذبذبة جداً لم يكن خطأ المذيعة في قناة المملكة ساندي الحباشنة عملياً هو ما أذاها أو تسبب في تأزيمها، فالعلاقات حتى اللحظة تشهد الكثير من الجمود رغم وصول القائم بأعمال السفير الجديد في السفارة السورية في عمّان شفيق ديوب.

واستقبل الطراونة- الذي يحاول جاهداً ومعه مجموعة من النواب الأردنيين تحسين العلاقات الأردنية السورية من بوابة مجلسهم-، الخميس القائم بالأعمال الجديد ديوب، معبراً عن أهمية العلاقات الأردنية السورية، بعد توترات متوالية لم تكن أهمها عبارة الحباشنة التي قرأت خبراً بالخطأ على شاشة تلفزيون المملكة وصف الجيش السوري بـ “جيش الاحتلال”.

عبارة الحباشنة لم تكن عملياً إلا كاشفةً لمدى توتّر العلاقات بين البلدين، والتي تحيا أزمة صامتة منذ تراجعت عمان عن انفتاحها تجاه دمشق بإيعاز أمريكي.

بهذا المعنى، يرى مراقبون أن جملة حباشنة والتي اعتذرت عنها وكذلك فعلت القناة الرسمية، ما هي الا ترجمة حرفيّة للمثل الشعبي في الأردن “مش رمّانة بس قلوب مليانة” ولا يجوز تحميل زلة لسان المذيعة إثم كل الذبذبات الدبلوماسية المتنافرة بين عمان ودمشق.

ومجرد استقبال الطراونة للدكتور شفيق ديوب عمليا ما هو إلا تأكيد على وجود الأزمة، حيث تغيب تماما وزارة الخارجية وشؤون المغتربين عن واجهة التعامل مع سورية والمؤسسة الدبلوماسية الممثلة لها في عمان، رغم اختيار دمشق لدبلوماسي هام من وزن ديّوب الذي كان مسؤول العلاقات الآسيوية، لتمثيلها في الأردن.

خلفية الرجل (أي ديوب)- الذي وصل قبل يومين للعاصمة الأردنية خلفاً للقائم السابق بالاعمال ايمن علّوش قد تؤكد نظرية ان العلاقات الأردنية السورية اليوم تدار بتوافق (او بالأحرى تواطؤ) روسي أمريكي محسوب بدقة، وهو الامر الذي يحول بين تقارب حقيقي وعلى قاعدة الجوار ويبقي التواصل بحدوده الدنيا التي تضمن عودة لاجئين سوريين (كما تريد روسيا) دون ان تحمل وعودا بانفراجة اقتصادية لسوريا (وفق محددات واشنطن).

عمان في الاثناء مستقرة في المسافة الفاصلة بين التضاد في موسكو وواشنطن، وهنا هامش المناورة يكاد يكون أضيق من ان يُعتبر موجودا، خاصة في ضوء وجود من اسماهم القائم السابق بالاعمال علوش ” الشخصيات التي ترتبط بمشروع خارجي ولا تريد الخير للأردن وسورية”، في هذه الزاوية حصرا يؤكد مراقبون ان شخصيات من وزارة الخارجية والوزير ايمن الصفدي نفسه قد يكونوا مقصودين في السياق.

وتتداول مصادر إعلامية من بينها موقع جفرا الأردني المحلي ان القائم بالاعمال السابق علوش، لم يقابل الوزير الصفدي ولا الأمين العام للوزارة حين مغادرته لعمان لتوديعهما، وذلك خلافا للاعراف الدبلوماسية.

ويعد الوزير الصفدي احد المتعاطفين مع الثورة السورية والمناهضين عمليا للنظام السوري، وهو الامر الذي جعل القنوات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين معطّلة حتى اللحظة.

وتزايدت بشدة في السنوات الأخيرة نسبة الأردنيين المتعاطفين مع دمشق، خصوصا بعد فتح حدود نصيب-جابر الأردنية السورية رغم ما تشهده من تشدد من وقت لاخر، بالإضافة لاطمئنان عمان بعد حسم الجيش السوري مدعوما من الروس لمعارك الجنوب في درعا لما تشكله من تأمين للحدود الأردنية.

وتراقب عمان عن كثب مجريات معارك ادلب والتي تضم جبهة النصرة سابقا- هيئة تحرير الشام- لما قد يشكله ذلك من تقدم للجيش السوري من جهة، وانهاء للمقاتلين الأردنيين المنضمين للنصرة من جهة ثانية والذين تخشى عمان من عودتهم اليها.

ويلمس الزائرون لدمشق هذه الايام الكثير من العتب من قبل المسؤولين السوريين تجاه الأردن وحكومته، وحرص بعض الجهات على اغلاق قنوات الحوار، وتوسيع دائرة التعاون بشقيه السياسي والاقتصادي تجابا مع رغبة غالبية الشعب الأردني.

مسؤول سوري كشف لمراسل هذه الصحيفة في بيروت ان هناك اتصالات إماراتية قطرية وسعودية مكثفة هذه الأيام مع دمشق بعد التطورات الاخيرة على جبهات القتال التي جاءت لمصلحة الجيش السوري.

مراقبون في دمشق يتساءلون عن أسباب تردد السلطات الأردنية في الانفتاح على سورية خاصة انها كانت تقف في خندق هذه الدول، وشريكة معها في غرفة “الموك” التي ادارت التدخلات العسكرية في الازمة السورية.

وتساءل احد هؤلاء المراقبين قائلا “اذا كان التردد الأردني في الانفتاح على سورية يعود الى “ضغوط” أمريكية فلماذا تنجح هذه الضغوط على الأردن ولا تنجح على الدول الخليجية الأخرى، والسعودية والامارات وقطر تحديدا”.

المصدر
راي اليوم
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى