ذياب في ذكرى “الكرامة”: لا يزال الأردن في دائرة استهداف العدو
أكد الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني أن معركة الكرامة وذكراها لها دلالة عظيمة، لأن هذه المعركة جاءت بعد أقل من ثمانية أشهر على هزيمة الخامس من حزيران عام 1967. إن دلالة هذه المعركة تكمن في ذلك الصمود البطولي للجيش العربي الأردني، وللفدائيين الفلسطينيين، هذا الصمود الموحد حيث امتزج الدم الفلسطيني والأردني دفاعاً عن الأردن، أدى إلى هزيمة العدو الصهيوني، وفرض الانسحاب عليه، تاركاً وراءه قتلاه ومعداته المدمرة.
وأضاف ذياب في حديث خاص لـ نداء الوطن في الذكرى ال48 لمعركة الكرامة التي انتصر فيها الجيش العربي الأردني بالتعاون مع المنظمات الفلسطينية المقاتلة على جيش العدو الصهيوني، أن هذا الانتصار ما كان له أن يتحقق لولا امتلاكنا لإرادة القتال، فعندما امتلكنا الإرادة هزمنا العدو ومنعناه من تحقيق أهدافه، وأن يبقى الحديث في ذهننا عن خطر الكيان الصهيوني قائماً، مهما حصل من معاهدات واتفاقيات معه، لأن ما يمثله هذا الكيان من خطر كامن في طبيعته الاستعمارية والعنصرية، ومرتبط بالدور والوظيفة لهذا العدو.
ولفت الرفيق ذياب إلى أن هذا العدو قام على أساس احتلال ومصادرة الأرض، وتهجير السكان، وقام على أساس أن يشكل وجوده بمثابة الشرطي المتقدم للقوى الاستعمارية في منطقتنا بقصد فرض الهيمنة علينا، ونهب ثرواتنا ومنع تطورنا وتوحدنا وعرقلة أي جهد لبناء قوتنا. الأمر الذي يعني بالتأكيد أن الأردن سيبقى في دائرة استهداف العدو، سواء كان هذا الاستهداف استهدافاً استعمارياً احتلالياً، أو هيمنة عليه وعلى مقدراته.
وأشار الأمين العام للحزب إلى أنه بعد توقيع اتفاقية وادي عربة، جاء إلى الأردن وفد من الكنيست وهم أعضاء في حزب الليكود، وعند عودتهم، كانوا يغنون (لنهر الأردن ضفتان، واحدة لنا، والأخرى لنا). أي أنهم بالرغم من توقيع المعاهدة، فإن أهدافهم وعينهم لا تزال على الأردن.
ونوه ذياب إلى أن المخاطر على الأردن وأهداف السيطرة عليه لم تكُف بعد توقيع معاهدة وادي عربة، بل إن سعي هذا الكيان لاستباحة أمن الأردن، وسرقة مياهه، وفرض التبعية الاقتصادية عليه، واستخدامه كجسر للعبور نحو المنطقة العربية بقيت كلها ناظماً لسياسة العدو تجاه الأردن.
وختم الدكتور سعيد ذياب بالتأكيد على أن هذا يدفعنا إلى الوقوف بقوة إلى التصدي لسياسات التطبيع مع هذا العدو، وعدم الانفتاح عليه، سواء كان هذا الانفتاح اقتصادياً أم سياسياً أو ثقافياً، والتركيز دائماً على ما يمثله علينا من خطر حقيقي وواقعي.