ذبحتونا: عودة القمع و”العرفية” في الجامعات بالتزامن مع الاحتجاجات على اتفاقية الغاز
أكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” أن ما شهدته الجامعات الأردنية في الأيام الأخيرة من إجراءات قمعية تجاه الطلبة، ليس وليد الصدفة، وإنما يأتي ضمن سياق ممنهج لإعادة واقع الحريات الطلابية في الجامعات إلى ما قبل ال2011 (تاريخ انطلاق الحراك الشعبي).
ورأت الحملة أن إدارات الجامعات الأردنية انحصرت مهماتها في السنوات الأخيرة في نقطتين: زيادة دخل الجامعات من خلال الجباية من الطلبة، وهذه المهمة تتكفل بها رئاسة الجامعات ومجالس الأمناء. والمهمة الثانية تتمثل بقمع الحركة الطلابية، وهي المهمة التي أوكلت إلى عمادات شؤون الطلبة، حيث تحولت هذه العمادات من عمادات شؤون الطلبة إلى عمادات “التحقيق مع الطلبة”.
وأشارت “ذبحتونا” إلى أن تنامي الرفض الشعبي والطلابي لاتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني، وتزايد رقعة الاحتجاجات عليها، أدت بإدارات الجامعات إلى اتخاذ خطوات استباقية تمثلت بحملة استدعاءات لطلبة ناشطين، ورفض إقامة فعاليات مناهضة لاتفاقية، إضافة إلى إجبار ناشطين على إلغاء فعاليات كان من المقرر أن تقام في مواجهة هذه الاتفاقية. ورأت حملة ذبحتونا أن هذه الإجراءات لإدارات الجامعات تأتي ضمن توجه حكومي لقمع أية احتجاجات على اتفاقية الغاز والعمل على تمرير هذه الاتفاقية التي يرفضها السواد الأعظم من الشعب الأردني.
ولفتت حملة “ذبحتونا” إلى أن أحد عمداء شؤون الطلبة أجبر طالباً على فتح حسابه الخاص على الفيسبوك أمامه، وأمره بإلغاء دعوة لاعتصام داخل الحرم الجامعي رفضاً للاتفاقية. فيما قام عميد آخر بالطلب من منظمي اعتصام رفضاً للاتفاقية، بعمل بازار خيري أو نشاط للسنافر (الطلبة المستجدون) بديلاً عن إقامة اعتصامهم. وعميد ثالث قام باستدعاء طالب وأبلغه بأنه سيكون تحت المراقبة وأن قرار فصله سيكون جاهزاً في حال القيام بأية تحركات، وذلك على خلفية توزيع الطالب لملصق مكتوب عليه “غاز العدو احتلال”. كما قام عميد آخر باستدعاء طالب على خلفية نشاطه على الفيسبوك ونشره لاحتجاجات على اتفاقية الغاز متوعداً إياه في حال القيام بأي نشاط في هذا الاتجاه داخل الحرم الجامعي.
على صعيد متصل، قامت ادارة الجامعة الهاشمية بفصل الطالب ابراهيم عبيدات أربعة فصول دراسية “عامين دراسيين” على خلفية مساهمته في تنظيم اعتصام طلابي مفتوح نفذه طلبة الجامعة قبل اسابيع، رفضاً لقرارات مالية قامت بها إدارة الجامعة. وعلى الرغم من انتهاء الاعتصام باتفاق إدارة الجامعة مع الطلبة المعتصمين بحضور نواب من البرلمان الأردني وتأكيد رئاسة الجامعة على أنها لن توقع أية عقوبات على الطلبة المعتصمين، إلا أننا تفاجأنا بصدور هذا القرار القاسي لإدارة الجامعة بحق الطالب عبيدات.
إننا في الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نرى أن هذا القرار يحمل في طياته نزعة انتقامية تجاه الطالب، ورسالة للحركة الطلابية بأن عهد القمع والعرفية عاد إلى الجامعة. ويبدو أن إدارة الجامعات أرادت أن تمنع أية تحركات طلابية احتجاجية على اتفاقية الغاز، فقامت بمعاقبة عبيدات ظناً منها أنها بذلك تردع الطلبة وتمنعهم من حقهم في التعبير عن رفضهم لاتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني.
وطالبت حملة ذبحتونا إدارة الجامعة الهاشمية بالتراجع الفوري عن قرارها بفصل الطالب ابراهيم عبيدات، مؤكدة على أن إدارة الجامعة الهاشمية تخطىء كثيراً اذا اعتقدت ان الأمر سيمر بهذه السهولة.
كما أكدت الحملة على أن حق الطلبة في التعبير عن رفضهم لاتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني، هو حق مشروع كفله الدستور، وأن أنظمة التأديب التي تطبقها إدارات الجامعة الأردنية، هي أنظمة قمعية ومخالفة للدستور الأردني. وأعادت ذبحتونا التأكيد على مطالبها السابقة بإعادة النظر بكافة أنظمة التأديب في الجامعات الأردنية بما يكفل حق الطلبة في التعبير عن آرائهم، وحذرت الحملة إدارات الجامعات من أن الأسلوب القمعي لن يمنع الطلبة من الاستمرار في تحركاتهم الاحتجاجية رفضاً لهذه الاتفاقية.
وختمت الحملة تصريحها بتوجيه التحية لطلبة الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا الذين أقاموا فعاليتين ظهر اليوم احتجاجاً على اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني وشهدتا تجاوباً طلابياً كبيراً.
الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”
25 تشرين أول 2016