د. سعيد ذياب: عملية الإذلال اليومي الذي يمارسه العدو الصهيوني ضد شعبنا فجّر الوعي والتمرّد والانتفاضة
أجرى موقع الجبهة الشعبية مقابلة مع الأمين العام للحزب الدكتور سعيد ذياب في بيروت وذلك أثناء مشاركته في المؤتمر العربي الشعبي لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، وتالياً نص المقابلة:
خلال لقاء مع الدكتور سعيد ذياب، أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي حول انتفاضة القدس، قال فيه: هذه الانتفاضة تشكل من دون شك مرحلة جديدة، حيث تمتاز بطريقة جديدة في مواجهة العدو، وكذلك أدواتها، ومعدّاتها، وهي تعكس كذلك تجاوز المرحلة السابقة.
وأضاف، إن الذي تبلور خلال فترات قصيرة من دون شك حالة من وعي ثوري نقيض للوعي السائد، وعي الاستسلام. هذا الوعي الذي حاولت السلطة تكريسه كان ضمن نهج مخطط له. هذا الوعي المزيف جاء هؤلاء الشباب لكي يقلبوا كما يقولون الطاولة في وجه هذا الاحتلال، و من ثم بدأوا بأبسط الوسائل النضاليّة، ومنها استخدام السكّين، والقيام بعمليات الدهس.
ثانياً: لودققنا في أعمار الشباب الذين يقومون بتلك العملياتـ لوجدنا أن أعمارهم تتراوح بين 15 و 25 عاماً، وهؤلاء هم أبناء مرحلة الرشد، وأولئك الشبان متعبون من الأعباء الاقتصادية، و هذا يشجعهم أكثر على تجاوز هذا الوضع، كما أنهم يريدون أن يعبروا عن أنفسهم، وتابع، وبرأيي فإن الربيع الفلسطيني قد جاء متأخراً كثيراً عن الربيع الذي جرى في بعض الأقطار العربية، وبتصويري أنه ستكون هناك مرحلة جديدة لمواجهة العدو الصهيوني، ومرحلة جديدة لمعالجة التناقضات الفلسطينية، لأنه ستكون لها انعكاسات كبيرة على المستوى الفلسطيني، و حتى قد نبالغ، لكنها على المستوى العربي كذلك.
أما في ما يخص الخطاب الذي تقرأه حركتا فتح، أوحماس، فإذا تجاوز هذا الخطاب حقوق الشعب الفلسطيني واقترب نحو الاحتلال يصير مرفوضاً من الشعب الفلسطيني سواء إن جاء من فتح، أومن حماس، لذلك فالشعار السياسي الذي يوجه المنتفضين من الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو دحر الاحتلال، ومن الممكن أن يكون هناك مسارات للعملية النضالية، ويجب أن يدرك الاحتلال أن عملية الإذلال اليومي الناتجة عن هذا الاحتلال هي من فجّرت هذا الوعي، و التمرّد، والانتفاضة، و بالتالي أي شعار غير هذا الشعار لن يكون منسجماً مع تطلعات هؤلاء الشباب، والقضية الفلسطينية منذ 2011 و حتى قبل هذه الفترة تراجعت، ولم تعد تحتل موقع الصدارة لا في الإعلام، و لا في غيره.
هذا التراجع لم يكن حالة عبثية أوغير مقصودة، إنما كان ذلك مرتبطاً بالمشروع الأميركي الصهيوني، والذي عنوانه شرق أوسط جديد، والذي يريد أن يعيد رسم المنطقة من جديد، وحتى يحقق هذا الرسم الجديد لا بد من حرف اتجاه الصراع بدلا من أن يتجه نحو العدو الصهيوني، يتوجه الى داخل الدول العربية، الأمر الذي يجعل القضية الفلسطينية تتراجع إلى الخلف، وقد تراجعت القضية الفلسطينية إلى الخلف، ولقد عزز هذا التراجع النهج الفلسطيني المستمر بالبحث عن التسوية، ولأجل هذه التسوية جاءت هذه الانتفاضة لترفض هذا الوضع، وتعيد القضية الفلسطينية إلى المكان الذي يجب أن تحتله، و يجب أن تكون في أجندة الأحزاب، والقوى العربية بالبند رقم واحد أن تقلق بالتعامل مع الانتفاضة، لأن أية قوة سياسية عربية، أكانت حزبية، أونقابية إذا اعتقدت أنها قادرة أن تنجز مهماتها المواطنية، والديمقراطية بمعزل عن الانخراط المباشر في الموجهة مع العدو الصهيوني هي واهمة، وهنا تأتي مركزية القضية الفلسطينية ودعم الانتفاضة، و برأيي نجحت الانتفاضة بإعادة، و لوجزئيا القضية إلى مكانتها.
اننا نواجه مشروعاً كاملا اسمه المشروع الصهيوني. وأهدافه وطبيعته تتناقض جذريا مع المشروع العربي، وبالتالي لا يمكن أن تحقق الأمة مشروعها في ظل وجود المشروع الصهيوني، والتسويات السياسية المطروحة يجب أن تكون تسويات داخلية، وليست مع العدو ،ونتاج صمود القوى الوطنية في هذه الأقطار هو الذي يفرض الحلول السياسية التي تستجيب للرغبات الوطنية العربية للحفاظ على وحدة الدولة الوطنية، ثم تحررها، و عدم تبعيتها للقوى الأجنبية، وبناء مجتمعاتها و دولها الديمقراطية.
بيروت – المكتب الاعلامي فرع لبنان – انتصار الدّنّان- فتحي أبو علي